السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٨٣
وقد نصوا على أن معمر أثبت من حماد فإن حماد أتكلم في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيعة دسها في كتبه وكان حماد لا يحفظ فحدث بها فوهم فيها وأما معمر فلم يتكلم في حفظه ولا استنكر شيء من حديثه وأيضا ما رواه معمر ورد من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه فقد أخرج البزار والطبراني والبيهقي من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عائذ بن سعد عن أبيه أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أين أبي فقال في النار قال فأين أبوك قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار وهذا الإسناد على شرط الشيخين فاللفظ الأول من تصرف الراوي رواه بالمعنى بحسب ما فهم فأخطأ وذكر الحافظ السيوطي أن مثل هذا وقع في الصحيحين في روايات كثيرة من ذلك حديث مسلم عن أنس في نفي قراءة البسملة والثابت من طريق آخر نفى سماعها ففهم منه الراوي نفى قراءتها فرواه بالمعنى على ما فهمه فأخطأ كذا أجاب إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه عن حديث نفى قراءة البسملة والذي ينبغي أن يقال يجوز أن يكون هذا أي ما في الصحيح كان قبل أن يسأل الله تعالى أن يحييه له فأحياه وآمن به كما أشار إليه الأصل أو أنه قال ذلك لمصلحة إيمان ذلك السائل بدليل أنه لم يتدارك صلى الله عليه وسلم إلا بعد ما قفا فظهر له صلى الله عليه وسلم من حاله أنه تعرض له فتنة أي يرتد عن الإسلام فأتى له بما هو شبيه بالمشاكلة مريدا بأبيه عمه أبا طالب لا عبد الله لأنه كان يقال لأبي طالب قل لابنك يرجع عن شتم آلهتنا وقالوا له أعطنا ابنك وخذا هذا مكانه فقال أعطيكم ابني تقتلونه إلى غير ذلك مما يأتي على أنه تقدم أن العرب تسمى العم أبا لا يقال على ثبوت هذا الحديث وصحته التي صرح بها غير واحد من الحفاظ ولم يلتفتوا لمن طعن فيه كيف ينفع الإيمان بعد الموت لأنا نقول هذا من جملة خصوصياته صلى الله عليه وسلم لكن قال بعضهم من ادعى الخصوصية فعليه الدليل أي لأن الخصوصية لا تثبت بمجرد الاحتمال ولا تثبت بحديث صحيح وفي كلام القرطبي قد أحيا الله سبحانه وتعالى على يديه صلى الله عليه وسلم جماعة من الموتى وإذا ثبت ذلك فما يمنع إيمان أبويه بعد إحيائهما ويكون ذلك زيادة في كرامته
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»