وفضيلته صلى الله وسلم ولو لم يكن إحياء أبويه نافعا لإيمانهما وتصديقهما لما أحييا كما أن رد الشمس لو لم يكن نافعا في بقاء الوقت لم ترد والله أعلم قال الواقدي المعروف عندنا وعند أهل العلم أن آمنة وعبد الله لم يلدا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقل سبط ابن الجوزي أن عبد الله لم يتزوج قط غير آمنة ولم تتزوج آمنة قط غيره ونقل إجماع علماء النقل على أن آمنة لم تحمل بغير النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى قولها لم أحمل حملا أخف منه المفيد أنها حملت بغيره صلى الله عليه وسلم أنه خرج على وجه المبالغة أقول هذه الرواية لم أقف عليها والذي تقدم ما رأيت من حمل هو أخف منه وفي رواية أخرى حملت به فلم أجد حملا قط أخف منه على وحمل الرؤية والوجدان على العلم الحاصل بإخبار غيرها من ذوات الحمل لها عن حالهن ممكن فلا يقتضى ذلك أنها حملت بغيره ولا ينافيه قولها أخف على لأن المراد علي فيما علمت والله أعلم قال والحافظ ابن حجر نسب سبط ابن الجوزي في نقل الإجماع إلى المجازفة فقال وجازف سبط ابن الجوزي كعادته في نقل الإجماع ولا يمتنع أن تكون آمنة أسقطت من عبد الله سقطا فأشارت بقولها المذكور إليه أقول وحينئذ تكون حملت بذلك السقط بعد ولادته صلى الله عليه وسلم بناء على أن والده صلى الله عليه وسلم لم يمت وهو حمل بل بعد وضعه وأنها وجدت المشقة في حمل ذلك السقط وأن إخبارها بذلك تأخر عن حملها بذلك السقط وأنها رأت في حملها بذلك السقط من الشدة ما لم تجده في حمله صلى الله عليه وسلم وأما حملها بذلك السقط قبل حملها به صلى الله عليه وسلم فلا يتأتى لمخالفته لما تقدم من أن عبد الله دخل بها حين أملك عليها وانتقل إليها النور عند ذلك ولأنه يخرج بذلك عن كونه بكر أبيه وأمه وأما رواية حملت الأولاد فما وجدت حملا فقال فيها الواقدي لا نعرف عند أهل العلم كما بينا ذلك في الكوكب المنير على أن إمكان حملها بسقط لا يقدح في نقل الإجماع على أنها لم تحمل بغيره صلى الله عليه وسلم لإمكان أن مراده حملا تاما وفي الخصائص الصغرى للجلال السيوطي ولم يلد أبواه غيره صلى الله عليه وسلم والله أعلم قال وترك عبد الله جاريته أم أيمن بركة الحبشية أسلمت قديما هي وولدها أيمن وكان من عبد حبشي يقال له عبيد
(٨٤)