السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٧٨
تحت والذال المعجمة أنه صلى الله عليه وسلم بقي في بطن أمه تسعة أشهر كملا لا تشكو وجعا ولا مغصا ولا ريحا ولا ما يعرض لذوات الحمل من النساء أي وقد ولد عند وجود المشترى وهو كوكب نير سعيد فقد كانت ولادته صلى الله عليه وسلم عند وجود السعد الأكبر والنجم الأنور وكانت أمه صلى الله عليه وسلم تقول ما رأيت من حمل هو أخف منه ولا أعظم بركة منه وروى ابن حبان رحمه الله عن حليمة رضي الله تعالى عنها عن آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت إن لابني هذا شأنا إني حملت به فلم أجد حملا قط كان أخف على ولا أعظم منه بركة وقيل بقي عشرة أشهر وقيل ستة أشهر وقيل بسبعة أشهر وقيل ثمانية أشهر أي ويكون ذلك آية كما أن عيسى عليه السلام ولد في الشهر الثامن كما قيل به مع نص الحكماء والمنجمين على أن من يولد في الشهر الثامن لا يعيش بخلاف التاسع والسابع والسادس الذي هو أقل مدة الحمل أي فقد قال الحكماء في بيان سبب ذلك إن الولد عند إستكماله سبعة أشهر يتحرك للخروج حركة عنيفة أقوى من حركته في الشهر السادس فإن خرج عاش وإن لم يخرج استراح في البطن عقب تلك الحركة المضعفة له فلا يتحرك في الشهر الثامن ولذلك تقل حركته في البطن في ذلك الشهر فإذا تحرك للخروج وخرج فقد ضعف غاية الضعف فلا يعيش لإستيلاء حركتين مضعفتين له مع ضفعه وفي كلام الشيخ محيي الدين بن العربي رحمه الله تعالى لم أر للثمانية صورة نجوم المنازل ولهذا كان المولود إذا ولد في الشهر الثامن يموت ولا يعيش وعلى فرض أن يعيش يكون معلولا لا ينتفع بنفسه وذلك لأن الشهر الثامن يغلب فيه على الجنين البرد واليبس وهو طبع الموت أي وقيل بل كان حمله ووضعه في ساعة واحدة وقيل في ثلاث ساعات أي وقيل بذلك في عيسى عليه السلام أي وكانت تلك السنة التي حمل فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لها سنة الفتح والابتهاج فإن قريشا كانت قبل ذلك في جدب وضيق عظيم فاخضرت الأرض وحملت الأشجار وأتاهم الرغد من كل جانب في تلك السنة وفي حديث مطعون فيه قد أذن الله تلك السنة لنساء الدنيا أن يحملن ذكورا كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي ولم أقف على ما يجرى على ألسنة المداح من أنه صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في بطن أمه كما نقل عن عيسى عليه السلام
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»