السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٧٧
يا رسول الله أخبرنا عن نفسك فقال أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور وفي لفظ سراج وفي لفظ شهاب أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام قال الحافظ العراقي وسيأتي أنها رأت النور خرج منها عند الولادة وهو أولى لكون طرقه متصلة ويجوز أن يكون خرج منها النور مرتين مرة حين حملت به ومرة حين وضعته أي وكلاهما يقظة ولا مانع من ذلك أو هذه أي رؤية النور حين حملت به كانت مناما كما تصرح به الرواية الآتية وتلك يقظة فلا تعارض بين الحديثين أقول الرواية الآتية هي رواية شداد بن أوس ولفظها أنها رأت في المنام أن الذي في بطنها خرج نورا أي وهي تفيد أن ذلك النور هو نفس حملها فهو بعد تحقق الحمل ووجوده والرواية التي هنا تفيد أن النور غيره وأنه كان وقت ابتداء وجود الحمل فلا يضح حمل إحداهما على الأخرى إلا أن يقال المراد بحين حملت زمن حملها وأن النور كان هو ذلك الحمل لكن الذي ينبغي أن تكون رواية شداد التي حملت عليها الرواية الأولى حاصلة قبيل الولادة فتكون رأت النور عند الولادة مناما ويقظة تأنيسا لها على أنه يجوز إبقاء الروايات الثلاث على ظاهرها وأنها رأت مناما أنها خرج منها نور عند ابتداء الحمل ثم رأت كذلك عند قرب ولادتها أن الذي في بطنها خرج نورا ثم رأت يقظة عند وضعه خروج النور وسيأتي في رواية عن أمه أنها قالت لما وضعته خرج معه نور وهي لا تخالف هذا الرواية الثالثة حتى تكون الرابعة فبصرى أول بقعة من الشام خلص إليها نور النبوة وعلى أنه مرتين ناسب قدومه صلى الله عليه وسلم لها مرتين مرة مع عمه أبي طالب ومرة مع ميسرة غلام خديجة رضي الله تعالى عنها كما سيأتي وبها مبرك الناقة التي يقال إن ناقته صلى الله عليه وسلم بركت فيه فأثر ذلك فيه وبنى على ذلك المحل المسجد ولهذا كانت أول مدينة فتحت من أرض الشام في الإسلام وكان فتحها صلحا في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه على يد خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه وبها قبر سعد بن عبادة وهي من أرض حوران والله أعلم ووقع الاختلاف في مدة حمله صلى الله عليه وسلم فعن ابن عايذ أي بالياء المثناة
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»