إلى مروان وقتل النعمان هذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم لأن أمه لما ولدته وكان أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة على ما سيأتي حملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بتمرة فمضغها ثم وضعها في فيه فحنكه بها فقالت يا رسول الله ادع الله تعالى أن يكثر ماله وولده فقال اما ترضين أن يعيش حميدا ويقتل شهيدا ويدخل الجنة وهو الذي أشار على يزيد بن معاوية بإكرام آل البيت لما قتل الحسين ممن كان مع الحسين من أولاده وأولاد أخيه وأقاربه وقال له عاملهم بما كان يعاملهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم لو رآهم على هذه الحالة فرق لهم يزيد وأكرمهم ورده معهم وأمره بإكرامهم على ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى ومما يروى عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن للشيطان مصالى وفخوخا وإن مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله والفخر بعطاء الله والتكبر على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله وقد ذكر أن حمص نزل بها تسعمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سبعون بدريا وفي حياة الحيوان أن حمص لا تعيش بها العقارب وإذا طرحت فيها عقرب غريبة ماتت لوقتها قيل لطلسم بها وفي حديث ضعيف أن حمص من مدن الجنة وقيل الحزاء هو الكاهن وقيل هو الذي يحزر الأشياء ويقدرها بظنه ويقال للذي ينظر في النجوم فإنه ينظر فيها بظنه فربما أخطأ أي لأن من علوم العرب الكهانة والعيافة والقيافة والزجر والخط أي الرمل والطب ومعرفة الأنواء ومهاب الرياح فلما رجع عبد المطلب إلى مكة تزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وزوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب أخي وهيب فولدت له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم فكانت قريش تقول فلج عبد الله على أبيه أي فاز وظفر لأن الفلج الفاء واللام المفتوحتين والجيم الفوز والظفر أي فاز وظفر بما لم ينله أبوه من وجود هذا المولود العظيم الذي وجد عند ولادته ما لم يوجد عند ولادة غيره أي وفي كلام ابن المحدث أن عبد المطلب خطب هالة بنت وهيب عم آمنة في مجلس خطبة عبد الله لآمنة وتزوجا وأولما ثم ابتنيا بهما ثم رأيت في أسد الغابة ما يوافقه
(٧٢)