السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٨٦
وذكر بعض المؤرخين أن بركة هذه من سبى الحبشة أصحاب الفيل وكانت سوداء أي لونها أسود ولهذا خرج ابنها أسامة في السواد أي وكان أبوه زيد أبيض ومن ثم كان المنافقون يطعنون في نسب أسامة ويقولون هذا ليس هو ابن زيد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتشوش من ذلك وقد روى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا فقال ألم ترى أن مجززا المدجلى قد دخل على فرأى أسامة وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رءوسهما وقد بدت أقدامهما فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض وقد جعل أئمتنا ذلك أصلا لوجوب الأخذ بقول القائف في إلحاق النسب قال الأبي رحمه الله والمعروف أن الحبشية إنما هي بركة أخرى جارية أم حبيبة قدمت معها من الحبشة وكانت تكنى أم يوسف كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم أي وهي التي شربت بوله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي قيل وورث صلى الله عليه وسلم من أبيه مولاه شقران وكان عبدا حبشيا فأعتقه بعد بدر وقيل اشتراه من عبد الرحمن بن عوف وأعتقه وقيل بل وهبه عبد الرحمن ابن عوف له صلى الله عليه وسلم باب ذكر مولده صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا أي مقطوع السرة وجاء أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ولد نزل جبريل عليه السلام وقطع سرته وأذن في أذنه وكساه ثوبا أبيض وولد نبينا صلى الله عليه وسلم مختونا أي على صورة المختون أي ومكحولا ونظيفا ما به قذر أقول أي لم يصاحبه قذر وبلل فلا ينافي جواز وجود البلل والقذر بعده أي في زمن إمكان النفاس فلا يستدل بذلك على أن أمه صلى الله عليه وسلم لم تر نفاسا فإن النفاس عندنا معاشر الشافعية هو البلل الحاصل بعد الولادة في زمن إمكانه وهو قبل مضى خمسة عشر يوما لا الحاصل مع الولد والله أعلم
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»