السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٩٤
رمضان وعلى أنها حملت به في أيام التشريق الذي لم يذكروا غيره يعلم ما في بقية الأقوال قال وقيل ولد في صفر وقيل في ربيع الآخر وقيل في محرم وقيل في عاشوراء أي كما ولد عيسى عليه السلام وقيل لخمس بقين منه أي وذكر الذهبي أن القول بأنه ولد صلى الله عليه وسلم في عاشوراء من الإفك أي الكذب وفيه إن كان ذلك لأنه لا يجامع أنها حملت به صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق وأنه مكث في بطنها تسعة أشهر كوامل لا يختص الإفك بهذا القول بل يأتي فيما عدا القول بأنه ولد في رمضان ثم رأيت بعضهم حكى أنه حمل في شهر رجب وحينئذ يصح القول المشهور ولادته في ربيع الأول وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ولد يوم الاثنين في ربيع الأول وأنزلت عليه النبوة يوم الاثنين في ربيع الأول وهاجر إلى المدينة يوم الاثنين في ربيع الأول وأنزلت عليه البقرة يوم الاثنين في ربيع الأول وتوفى يوم الاثنين في ربيع الأول قال بعضهم وهذا غريب جدا وقيل لم يولد نهارا بل ولد ليلا فعن عثمان بن أبي العاص عن أمه رضي الله تعالى عنهما أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ليلا قالت فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نورا وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن على قال ابن دحية وهو حديث مقطوع قال بعضهم ولا يصح عندي بوجه أنه ولد ليلا لقوله صلى الله عليه وسلم الثابت عنه بنقل العدل عن العدل أنه سئل عن صوم يوم الاثنين فقال فيه ولدت واليوم إنما هو النهار بنص القرآن وأيضا الصوم لا يكون إلا نهارا وأفاد البدر الزركشي أن هذا الحديث أي المتقدم عن أم عثمان بن أبي العاص على تقدير صحته لا دلالة فيه على أنه ولد ليلا قال فإن زمان النبوة صالح للخوارق ويجوز أن تسقط النجوم نهارا أي فضلا عن أن تكاد تسقط سيما إن قلنا ولد عند الفجر لأن ذلك ملحق بالليل وإلى التردد في وقت ولادته صلى الله عليه وسلم هل هو في الليل أو النهار أشار صاحب الهمزية بقوله * ليلة المولد الذي كان للد * ين سرور بيومه وإزدهاء * فهنيئا به لآمنة الفض * ل الذي شرفت به حواء *
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»