السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٩٣
فعن قتادة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن يوم الاثنين فقال ذلك يوم ولدت فيه وذكر الزبير بن بكار والحافظ ابن عساكر أن ذلك كان حين طلوع الفجر ويدل له قول جده عبد المطلب ولد لي الليلة مع الصبح مولود وعن سعيد بن المسيب ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار أي وسطه وكان ذلك اليوم لمضى اثني عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول أي وكان ذلك في فصل الربيع وقد أشار إلى ذلك بعضهم بقوله * يقول لنا لسان الحال منه * وقول الحق يعذب للسميع * فوجهي والزمان وشهر وضعي * ربيع في ربيع في ربيع * قال وحكى الإجماع عليه وعليه العمل الآن أي في الأمصار خصوصا أهل مكة في زيارتهم موضع مولده صلى الله عليه وسلم وقيل لعشر ليال مضت من ربيع وصحح أي صححه الحافظ الدمياطي أي لأن الأول قال فيه ابن دحية ذكره ابن إسحاق مقطوعا دون إسناد وذلك لا يصح أصلا ولو أسنده ابن إسحاق لم يقبل منه لتجريح أهل العلم له فقد قال كل من ابن المديني وابن معين أن ابن إسحاق ليس بحجة ووصفه مالك رضي الله تعالى عنه بالكذب قيل وإنما طعن فيه مالك لأنه بلغه عنه أنه قال هاتوا حديث مالك فأنا طبيب بعلله فعند ذلك قال مالك وما ابن إسحاق إنما هو رجل من الدجاجلة أخرجناه من المدينة قال بعضهم وابن إسحاق من جملة من يروى عنه شيخ مالك يحيى بن سعيد وقال بعضهم ابن إسحاق فقيه ثقة لكنه مدلس وقيل ولد لسبع عشرة ليلة خلت منه وقيل لثمان مضت منه قال ابن دحية وهو الذي لا يصح غيره وعليه أجمع أهل التاريخ وقال القطب القسطلاني وهو إختيار أكثر أهل الحديث أي كالحميدي وشيخه ابن حزم وقيل لليلتين خلتا منه وبه جزم ابن عبد البر وقيل لثمان عشرة ليلة خلت منه رواه ابن أبي شيبة وهو حديث معلول وقيل لإثنتي عشرة بقين منه وقيل لإثني عشرة وقيل لثمان ليال خلت من رمضان وصححه كثير من العلماء وهذا هو الموافق لما تقدم من أن أمه صلى الله عليه وسلم حملت به في أيام التشريق أو في يوم عاشوراء وأنه مكث في بطنها تسعة أشهر كوامل لكن قال بعضهم إن هذا القول غريب جدا ومستند قائله أنه أوحى إليه صلى الله عليه وسلم في رمضان فيكون مولده في
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»