السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٧١
الكافر لا يوصف بأنه طاهر وفيه أن الطاهرية فيه يجوز أن يكون المراد بها ما قابل أنكحة الجاهلية المتقدمة وقد أشار إلى إسلام آبائه وأمهاته صاحب الهمزية بقوله * لم تزل في ضمائر الكون تختا * ر لك الأمهات والآباء * أي لأن الكافر لا يقال إنه مختار الله والسبب الذي دعا عبد المطلب لاختيار بني زهرة ما حدث به ولده العباس رضي الله تعالى عنه قال قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود يقرأ الزبور أي الكتاب ولعل المراد به التوراة فقال من الرجل قلت من قريش قال من أيهم قلت من بني هاشم قال أتأذن لي أن أنظر بعضك قلت نعم ما لم يكن عورة قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال أنا أشهد أن في إحدى يديك وهو مراد الأصل بقوله في منخريك ملكا وفي الأخرى نبوة وإنما نجد ذلك أي كلا من الملك والنبوة في بني زهرة فكيف ذاك قلت لا أدري قال هل لك من شاعة قلت وما الشاعة قال الزوجة أي إنها تشايع أي تتابع وتناصر زوجها قلت أما اليوم فلا أي ليست لي زوجة من بني زهرة إن كان معه غيرها أو مطلقا إن لم يكن معه غيرها فقال إذا تزوجت فتزوج منهم أي وهذا الذي ينظر في الأعضاء وفي خيلان الوجه فيحكم على صاحبها بطريق الفراسة يقال له حزاء بالمهملة وتشديد الزاي آخره همزة منونة وقد ذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني عن شيخه سيدي على الخواص نفعنا الله تعالى ببركاتهما أنه كان إذا نظر لأنف إنسان يعرف جميع زلاته السابقة واللاحقة إلى أن يموت على التعيين من صحة فراسته هذا كلامه أي ومن ذلك أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما تزوج امرأة ولم يدخل بها فقال لزوجته ميسون أم ابنه يزيد اذهبي فانظري إليها فأتتها فنظرت إليها ثم رجعت إليه وقالت هي بديعة الحسن والجمال ما رأيت مثلها لكن رأيت خالا أسود تحت سرتها وذلك يدل على أن رأس زوجها يقطع ويوضع في حجرها فطلقها معاوية رضي الله تعالى عنه ثم تزوجها النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه وكان واليا على حمص فدعا لابن الزبير وترك مروان ثم خاف من أهل حمص لما تبعوا مروان ففر هاربا فتبعه جماعة منها فقطعوا رأسه ووضعوها في حجر تلك المرأة ثم بعثوا بتلك الرأس
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»