وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم انتسب حتى بلغ النضر بن كنانة ثم قال فمن قال غير ذلك أي مما زاد على ذلك فقد كذب أقول إطلاق الكذب على من زاد على كنانة إلى عدنان يخالف ما سبق من أن المجمع عليه إلى عدنان إلا أن يقال لا مخالفة لأنه يجوز أن يكون عمرو بن العاص لم يسمع ما زاد على النضر بن كنانة إلى عدنان مع ذكره صلى الله عليه وسلم له الذي سمعه غيره وفي إطلاقه الكذب على ذلك التأويل السابق وأخرج الجلال السيوطي في الجامع الصغير عن البيهقي أنه صلى الله عليه وسلم انتسب فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إلى أن قال ابن مضر بن نزار وهذا هو الترتيب المألوف وهو الابتداء بالأب ثم بالجد ثم بأب الجد وهكذا وقد جاء في القرآن على خلافه في قوله تعالى حكاية عن سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب قال بعضهم والحكمة في ذلك أنه لم يرد مجرد ذكر الآباء وإنما ذكرهم ليذكر ملتهم التي اتبعها فبدأ بصاحب الملة ثم بمن أخذها عنه أولا فأولا على الترتيب والله أعلم وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب لم يجاوز معد بن عدنان بن أدد ثم يمسك ويقول كذب النسابون مرتين أو ثلاثا قال البيهقي والأصح أن ذلك أي قوله كذب النسابون من قول ابن مسعود رضي الله عنه أي لامن قوله صلى الله عليه وسلم أقول والدليل على ذلك ما جاء كان ابن مسعود إذا قرأ قوله تعالى * (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) * قال كذب النسابون يعنى الذين يدعون علم الأنساب ونفى الله تعالى علمهما عن العباد ولا مانع أن يكون هذا القول صدر منه صلى الله عليه وسلم أولا ثم تابعه ابن مسعود عليه وقد يقال هذه الرواية تقتضى إما الزيادة على المجمع عليه وإما النقص عنه أي زيادة أدد أو نقص عدنان فهي مخالفة لما قبلها وفي كلام بعضهم أن بين عدنان وأدد أد فيقال عدنان بن أد بن أدد قيل له أدد لأنه كان مديد الصوت وكان طويل العز والشرف قيل وهو أول من تعلم الكتابة أي العربية من ولد إسماعيل وتقدم أن الصحيح أن أول من كتب نزار
(٣٦)