السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٤
بشريعة مستقلة بل بتقرير شريعة عيسى عليه الصلاة والسلام أي وكان بينه وبين عيسى ثلاثمائة سنة وخالد هذا هو الذي أطفأ النار التي خرجت بالبادية بين مكة والمدينة كادت العرب أن تعبدها كالمجوس كان يرى ضوءها من مسافة ثمان ليال وربما كان يخرج منها العنق فيذهب في الأرض فلا يجد شيئا إلا أكله فأمر الله تعالى خالد بن سنان بإطفائها وكانت تخرج من بئر ثم تنتشر فلما خرجت وانتشرت أخذ خالد بن سنان يضربها ويقول بدا بدا بدا كل هدى وهي تتأخر حتى نزلت إلى البئر فنزل إلى البئر خلفها فوجد كلابا تحتها فضربها وضرب النار حتى أطفأها ويذكر أنه كان هو السبب في خروجها فإنه لما دعا قومه وكذبوه وقالوا له إنما تخوفنا بالنار فإن تسل علينا هذه الحرة نارا اتبعناك فتوضأ ثم قال اللهم إن قومي كذبوني ولم يؤمنوا بي إلا أن تسيل عليهم هذه الحرة نارا فأسلها عليهم نارا فخرجت فقالوا يا خالد ارددها فإنا مؤمنون بك فردها قيل وكان خالد بن سنان إذا استسقى يدخل رأسه في جيبه فيجىء المطر ولا يقلع إلا إن رفع رأسه قيل وقدمت ابنته وهي عجوز على النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاها بخير وأكرمها وبسط لها رداءه وقال لها مرحبا بابنة أخي مرحبا بابنة نبي صيعة قومه فأسلمت وهذا الحديث مرسل رجاله ثقات وفي البخاري أنا أولى الناس بابن مريم في الدنيا والآخرة وليس بيني وبينه نبي قال بعضهم وبه يرد على من قال كان بينهما خالد بن سنان وقد يقال مراده صلى الله عليه وسلم بالنبي الرسول الذي يأتي بشريعة مستقلة وحينئذ لا يشكل هذا لما علمت أنه لم يأت بشريعة مستقلة ولا ما جاء في رواية أخرى ليس بيني وبينه نبي ولا رسول ولا ما في كلام البيضاوي تبعا للكشاف من أن بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم أربعة أنبياء ثلاثة من بني إسرائيل وواحد من العرب وهو خالد بن سنان وبعده حنظلة بن صفوان عليهما الصلاة والسلام أرسله الله تعالى لأصحاب الرس بعد خالد بمائة سنة لأنه يجوز أن يكون كل من هؤلاء الثلاثة لم يبعث بشريعة مستقلة بل كان مقررا لشريعة عيسى عليه الصلاة والسلام أيضا كخالد بن سنان والرس البئر الغير المطوية أي الغير المبنية كذا في الكشاف والذي في القاموس كالصحاح المطوية بإسقاط غير فإنهم قتلوا حنظلة ودسوه فيها أي وحين
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»