الصيد وأكثر صيده كان بالكلاب وهو الجد الثالث لآمنة أمه صلى الله عليه وسلم ففي كلاب يجتمع نسب أبيه وأمه ابن مرة وهو الجد السادس لأبي بكر رضي الله تعالى عنه والإمام مالك رضي الله تعالى عنه يجتمع معه صلى الله عليه وسلم في هذا الجد الذي هو مرة أيضا ابن كعب أي وهو الجد الثامن لعمر رضي الله تعالى عنه وكان كعب يجمع قومه يوم العروبة أي يوم الرحمة الذي هو يوم الجمعة ويقال إنه أول من سماه يوم الجمعة لاجتماع قريش فيه إليه لكن في الحديث كان أهل الجاهلية يسمون يوم الجمعة يوم العروبة واسمه عند الله تعالى يوم الجمعة قال ابن دحية ولم تسم العروبة الجمعة إلا منذ جاء الإسلام وسيأتي في ذلك كلام فكانت قريش تجتمع إلى كعب ثم يعظهم ويذكرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ويعلمهم بأنه من ولده ويأمرهم باتباعه ويقول سيأتي لحرمكم نبأ عظيم وسيخرج منه نبي كريم وينشد أبياتا آخرها * على غفلة يأتي النبي محمد * فيخبر أخبارا صدوق خبيرها * وينشد أيضا * يا ليتني شاهد فحواء دعوته * حين العشيرة تبغى الحق خذلانا * د وكان بينه وبين مبعثه صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وستون سنة وفي الإمتاع وعشرون سنة لأن الحق أن الخمسمائة والستين إنما هي بين موت كعب والفيل الذي هو مولده صلى الله عليه وسلم كما ذكره أبو نعيم في الدلائل النبوية وقيل إن كعبا أول من قال أما بعد فكان يقول أما بعد فاسمعوا وافهموا وتعلموا واعلموا ليل داج وفي رواية ليل ساج ونهار صاح والأرض مهاد والسماء بناء والجبال أوتاد والنجوم أعلام والأولون كالآخرين فصلوا أرحامكم واحفظوا أصهاركم وثمروا أموالكم الدار أمامكم والظن غير ما تقولون أي وقيل له كعب لعلوه وارتفاعه لأن كل شيء علا وارتفع فهو كعب ومن ثم قيل للكعبة كعبة ولعلوه وارتفاع شأنه أرخوا بموته حتى كان عام الفيل أرخوا به ثم أرخوا بعد عام الفيل بموت عبد المطلب وكعب بن لؤي أي بالهمزة أكثر من عدمها أي وفي سبب تصغيره خلاف ابن غالب به فهر سماه أبوه فهرا وقيل هو لقب واسمه قريش والمناسب أن يكون لقبا لقولهم إنما سمى قريشا لأنه كان يقرش أي يفتش على خلة حاجة المحتاج
(٢٥)