السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٢
الحكماء أي المال أشرف قال فرس يتبعها فرس وفي بطنها فرس ومن ثم قيل ظهر الخيل حرز وبطنها كنز وفي الحديث لما أراد ذو القرنين أن يسلك في الظلمة إلى عين الحياة سأل أي الدواب في الليل أبصر فقالوا الخيل فقال أي الخيل أبصر فقالوا الإناث قال فأي الإناث أبصر قالوا البكارة فجمع من عسكره ستة آلاف فرس كذلك وأعطى الله إسماعيل القوس العربية وكان لا يرمى شيئا إلا أصابه وفي الحديث ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا أي قال ذلك لجماعة مر عليه وهم ينتضلون فقال حسن هذا اللهو مرتين أو ثلاثا زاد في بعض الروايات أرموا وأنا مع بني فلان فأمسك الفريق الآخر فقال لهم مابالكم لا ترمون فقالوا يا رسول الله كيف نرمى وأنت معهم إذن ينضلونا قال ارموا وأنا معكم كلكم أخرجه البخاري في صحيحه زاد البيهقي في دلائل النبوة فرموا عامة يومهم ذلك ثم تفرقوا على السواء ما نضل بعضهم بعضا وقد جاء أحب اللهو إلي إجراء الخيل ارموا واركبوا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا وقد جاء أحب اللهو إلى الله تعالى إجراء الخيل والرمي وجاء كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رمى الرجل بقوسه أو تأديبه فرسه أو ملاعبته امرأته فإنهم من الحق وجاء علموا أولادكم السباحة والرمي وفي رواية الرماية وفي رواية علموا بنيكم الرمي فإنه نكاية العدو وقد جاء تعلموا الرمي فإن ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة وروى مرفوعا حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرمي وجاء من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا وفي رواية فهو نعمة جحدها قال الحافظ السيوطي رضي الله عنه والأحاديث المتعقلة بالرمي كثيرة قال وقد ألفت كتابا في الرمي سميته غرس الأنشاب في الرمي النشاب وفي العرائس كان إسماعيل مولعا بالصيد مخصوصا بالقنص والفروسية والرمي والصراع والرمي سنة إذا نوى به التأهب للجهاد لقوله تعالى * (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) * وقوله صلى الله عليه وسلم القوة الرمي على حد قوله الحج عرفة وإلا فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية * (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) * قال الرمي والسيوف والسلاح وسئل الحافظ السيوطي رضي الله عنه هل ما ذكره الطبري والمسعودي في تاريخهما أن أول من
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»