وانظر هل يشكل على ذلك ما رواه الهيثم بن عدي أن الناقل لهذه الكتابة يعنى العربية من الحيرة إلى الحجاز حرب بن أمية بن عبد شمس وقد يقال الأولية إضافية أي من قريش وعدنان سمى بذلك قيل لأن أعين الإنس والجن كانت إليه ناظرة قال بعضهم اختلف الناس فيما بين عدنان وإسماعيل من الآباء فقيل سبعة وقيل تسعة وقيل خمسة عشرة وقيل أربعون والله أعلم قال الله عز وجل * (وقرونا بين ذلك كثيرا) * أي لا يكاد يحاط بها فقد جاء كان ما بين آدم ونوح عليها السلام عشرة قرون وبين نوح وإبراهيم عليهما السلام عشرة قرون وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن مدة الدنيا أي من آدم عليه السلام سبعة آلاف سنة أي وقد مضى بها قبل وجود النبي صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف وسبعمائة وأربعون سنة وعن أبي خيثمة وثمانمائة سنة قلت وفي كلام بعضهم من خلق آدم إلى بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف سنة وثمانمائة سنة وثلاثون سنة وقد جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من طرق صحاح أنه قال الدنيا سبعة أيام كل يوم ألف سنة وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم منها وفي كلام الحافظ السيوطي دلت الأحاديث والآثار على أن مدة هذه الأمة تزيد على الألف سنة ولا تبلغ الزيادة خمسمائة سنة أصلا وإنما تزيد بنحو أربعمائة سنة تقريبا وما أشتهر على ألسنة الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكث في قبره أكثر من ألف سنة باطل لا أصل له هذا كلامه وقوله لا تبلغ الزيادة خمسمائة سنة هل يخالفه ما أخرجه أبو داود لن يعجز الله أن يؤخر هذه الأمة نصف يوم يعنى خمسمائة سنة وفي كلام بعضهم قد أكثر المنجمون في تقدير مدة الدنيا فقال بعضهم عمرها سبعة آلاف سنة بعدد النجوم السيارة أي وهو سبعة وبعضهم اثنا عشر ألف سنة بعدد البروج وبعضهم بثلاثمائة ألف وستون ألفا بعدد درجات الفلك وكلها تحكمات عقلية لا دليل عليها وفي كلام الشيخ محيي الدين بن العربي أكمل الله خلق الموجودات من الجمادات والنباتات والحيوان بعد انتهاء خلق العالم الطبيعي بإحدى وسبعين ألف سنة ثم خلق الله الدنيا بعد أن انقضى من مدة خلق العالم الطبيعي أربع وخمسون ألف سنة ثم خلق الله تعالى
(٣٧)