السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٤١
لإيلاف قريش سورة يرد ما قيل إن سورة الفيل ولإيلاف قريش سورة واحدة ولينظر ما معنى عبادتهم الله تعالى دون غيرهم في تلك المدة وعن أنس رضي الله تعالى عنه حب قريش إيمان وبغضهم كفر وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الناس تبع لقريش مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم وقال صلى الله عليه وسلم العلم في قريش أي وقال الأئمة من قريش وقد جمع الحافظ بن حجر طرق هذا الحديث في كتاب سماه لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش وفي الحديث عالم قريش يملأ طباق الأرض علما وفي رواية لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما وفي رواية اللهم اهد قريشا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما قال جماعة من الأئمة منهم الإمام أحمد هذا العالم هو الشافعي رضي الله تعالى عنه لأنه لم ينتشر في طباق الأرض من علم عالم قريشى من الصحابة وغيرهم ما انتشر من علم الشافعي وفي كلام بعضهم ليس في الأئمة المتبوعين في الفروع قرشي غيره وفيه أن الإمام مالك بن أنس من قريش ويجاب بأنه إنما يكون قرشيا على القول الباطل من أن جماع قريش قصى وقد ذكر السبكي أنهم ذكروا أن من خواص الشافعي رضي الله تعالى عنه من بين الأئمة أن من تعرض إليه أو إلى مذهبه بسوء أو نقص هلك قريبا وأخذوا ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم من أهان قريشا أهانه الله تعالى هذا كلامه قال الحافظ العراقي إسناد هذا الحديث يعنى لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما لا يخلو عن ضعف وبه يرد ما زعمه الصغائي من أنه موضوع وحاشا الإمام أحمد أن يحتج بحديث موضوع أو يستأنس به على فضل الشافعي وقال ابن حجر الهيتمي هو حديث معمول به في مثل ذلك أي في المناقب وزعم وضعه حسد أو غلط فاحش أي وعن الربيع قال رأيت في المنام كأن آدم مات فسألت عن ذلك فقيل لي هذا موت أعلم أهل الأرض لأن الله علم آدم الأسماء كلها فما كان إلا يسير حتى مات الشافعي رضي الله تعالى عنه ورضى عنا به ومما يؤثر عن إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه من أطراك في وجهك بما ليس
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»