وفي الجامع الصغير ما نصه آجرت نفسي من خديجة سفرتين بقلوصين ثم رأيت في الإمتاع ما يوافق ذلك ونصه وأجر صلى الله عليه وسلم نفسه من خديجة سفرتين يقلوصين وفي السفرة الأولى أرسلته مع عبدها ميسرة إلى سوق حباشة أي وهو مكان بأرض اليمن بينه وبين مكة ست ليال كانوا يبتاعون فيه ثلاثة أيام من أول رجب في كل عام فابتاعا منه بزا ورجعا إلى مكة فربحا ربحا حسنا وفي السفرة الثانية أرسلته مع عبدها ميسرة إلى الشام وفيه أن سفره مع ميسرة إلى الشام سفرة ثالثة فعن مستدرك الحاكم وصححه وأقره الذهبي عن جابر أن خديجة استأجرته صلى الله عليه وسلم سفرتين إلى جرش بضم الجيم وفتح الراء موضع باليمن كل سفرة بقلوص وهي الشابة من الإبل وهو يفيد أنه صلى الله عليه وسلم سافر لها ثلاث سفرات كما تقدم ولعل سوق حباشة هو جرش وإلا لزم أن يكون صلى الله عليه وسلم سافر لها خمس سفرات أربعة إلى اليمن وواحدة إلى الشام وما تقدم عن الروض الباسم من أنها استأجرته في سفرة إلى الشام بأربع بكرات لا يناسب ما تقدم عن ميسرة وقد جاء في بعض الروايات أن أبا طالب جاء لخديجة وقال لها هل لك أن تستأجري محمدا فقد بلغنا أنك استأجرت فلانا ببكرتين وليس نرضى لمحمد دون أربع بكرات فقالت خديجة لو سألت لبعيد بغيض فكيف وقد سألت لحبيب قريب ثم لا يخفى أن كون سفره صلى الله عليه وسلم مع ميسرة بسوق حباشة قبل سفره معه إلى الشام مخالف لظاهر ما تقدم من قول عمه أبي طالب وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام فلو جئتها فوضعت نفسك عليها وقول خديجة ما علمت أنه يريد هذا وإنما قلنا ظاهر لأنه يجوز أن يكون بعد قول أبي طالب وقولها المذكور أرسلته صلى الله عليه وسلم مع ميسرة إلى سوق حباشة لقرب مسافته وقصر زمنه ثم أرسلته مع ميسرة إلى الشام أو كانت خديجة لا تجوز أن أبا طالب يرضى بسفره إلى الشام وأنه صلى الله عليه وسلم يوافق على ذلك فليتأمل وتقدم أنه صلى الله عليه وسلم من حين سيره أي من مكة صارت الغمامة تظله فإن كانت غير الملكين فالغمامة كانت تظله في الذهاب والملكين يظلانه في العود ولعل عدم ذكره ميسرة لخديجة
(٢٢١)