السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٢٢٢
تظليل الغمامة له صلى الله عليه وسلم في ذهابه أنه لم يفظن لها مثلا ولكن سيأتي في كلام صاحب الهمزية ما يدل على أن الملكين هما الغمامة وفيه وقوع رؤية البشر غير نبينا صلى الله عليه وسلم للملائكة غير جبريل وسيأتي رؤية جمع من الصحابة لجبريل وفي المنقذ من الضلال للغزالي أن الصوفية يشاهدون الملائكة في يقظتهم أي لحصول طهارة نفوسهم وتزكية قلوبهم وقطعهم العلائق وحسمهم مواد أسباب الدنيا من الجاه والمال وإقبالهم على الله تعالى بالكلية علما دائما وعملا مستمرا والله أعلم قال ولم أقف على اسم الرجل الذي حالفه أي استخلفه وقال الحافظ ابن حجر لم أقف على رواية صحيحة صريحة فيه بأنه أي ميسرة بقي إلى البعثة انتهى ثم إن خديجة ذكرت ما رأته من الآيات وما حدثها به غلامها ميسرة لابن عمها ورقة ابن نوفل وكان نصرانيا أي بعد أن كان يهوديا على ما يأتي قد تبع الكتب فقال لها إن كان هذا حقا يا خديجة إن محمدا نبي هذا الأمة وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي منتظر هذا زمانه أي وكان صلى الله عليه وسلم يتجر قبل النبوة قبل أن يتجر لخديجة وكان شريكا للسائب بن أبي السائب صيفي ولما قدم عليه السائب يوم فتح مكة قال له مرحبا بأخي وشريكي كان لا يداري أي لا يرائي ولا يماري أي يخاصم صاحبه وهذا يدل على أن قوله كان لا يدارى الخ من مقولة صلى الله عليه وسلم وقد قال فقهاؤنا والأصل في الشركة خبر السائب بن يزيد أنه كان شريكا للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وافتخر بشركته بعد المبعث أي قال كان صلى الله عليه وسلم نعم الشريك لا يدارى ولا يمارى ولا يشارى والمشاراة المشاحة في الأمر واللجاج فيه وهو يدل على أن ذلك كان من مقول السائب ولا مانع أن بكون كل من النبي صلى الله عليه وسلم والسائب قال في حق الآخر كان لا يدارى ولا يمارى وبهذا يندفع قول بعضهم اختلفت الروايات في هذا الكلام الذي هو كان خير شريك كان لا يشارى ولا يمارى فمنهم من يجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم في السائب ومنهم من يجعله من قول السائب في حق النبي صلى الله عليه وسلم
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»