السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٢٢٥
يدل على أن شرب الخمر كان عندهم مما يتنزه عنه ويدل له أن جماعة حرموها على أنفسهم في الجاهلية منهم من تقدم ومنهم من يأتي وفي رواية أنها عرضت نفسها عليه فقالت يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك فذكر ذلك صلى الله عليه وسلم لأعمامه فخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فزوجها أقول قال في النور ولعل الثلاثة أي أباها وأخاها وعمها حضروا ذلك فنسب الفعل إلى كل واحد منهم هذا كلامه وفي كون المزوج لها أبوها خويلد أو كونه حضر تزويجها نظر ظاهر لأن المحفوظ عن أهل العلم أن خويلد بن أسد مات قبل حرب الفجار المتقدم ذكرها قال بعضهم وهو الذي نازع تبعا أي حين أراد أخذ الحجر الأسود إلى اليمن فقام في ذلك خويلد وقام معه جماعة من قريش ثم رأى تبع في منامه ما ردعه عن ذلك فترك الحجر الأسود مكانه وعلى كون المزوج له عمه حمزة اقتصر ابن هشام في سيرته وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدقها عشرين بكرة وعبارة المحب الطبري فلما ذكر ذلك لأعمامه خرج معه منهم حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه ففعل وحضره أبو طالب ورؤساء مضر فخطب أبو طالب فقال الحمد لله القصة والله أعلم قال وعن ابن إسحاق أنها قالت له يا محمد ألا تتزوج قال ومن قالت أنا قال ومن لي بك أنت أيم قريش وأنا يتيم قريش قالت اخطبني الحديث أي وفيه إطلاق اليتيم على البالغ وذلك بحسب ما كان والمراد به المحتاج وإلا فالعرف أي الشرعي واللغوي خصه بغير البالغ ممن مات أبوه الحقيقي وعن بعضهم قال مررت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على أخت خديجة فنادتني فانصرفت إليها ووقفت لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أما لصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة فأخبرته فقال بلى لعمري فذكرت ذلك لها فقالت أغدوا علينا إذا أصبحنا فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة وألبسوا خديجة حلة الحديث
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»