السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٢٢٩
وانقطع ذلك بعد النبوة وأتى خديجة الأحاديث والأخبار من بعض الأحبار بأن وعد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالبعث والإرسال إلى الخلق قرب الوفاء به منه تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم فبسبب ذلك خطبته إلى أن يتزوج بها وعرضت نفسها عليه وما أحسن بلوغ الأذكياء ما يتمنونه وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي يومئذ بنت أربعين سنة قال وقيل خمس وأربعين سنة وقيل ثلاثين وقيل ثمان وعشرين أي وقيل خمس وثلاثين وقيل خمس وعشرين وتزوجت قبله صلى الله عليه وسلم برجلين أولهما عتيق بن عابد أي بالموحدة والمهملة وقيل بالمثناة تحت والمعجمة فولدت له بنتا اسمها هند وهي أم محمد بن صيفي المخزومي وثانيهما أبو هالة واسمه هند فولدت له ولدا اسمه هالة وولدا اسمه هند أيضا فهو هند بن هند أي وكان يقول أنا أكرم الناس أبا وأما وأخا وأختا أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه زوج أمه وأمي خديجة وأخي القاسم وأختي فاطمة قتل هند هذا مع علي يوم الجمل رضي الله تعالى عنه وفي كلام السهيلي أنه مات بالطاعون بالبصرة وكان قد مات في ذلك اليوم نحو من سبعين ألفا فشغل الناس بجنائزهم عن جنازته فلم يوجد من يحملها فصاحت نادبته واهنداه بن هنداه واربيب رسول الله فلم تبق جنازة إلا تركت واحتملت جنازته على أطراف الأصابع إعظاما لربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هذا وفي المواهب أنها كانت تحت أبي هالة أولا ثم كانت تحت عتيق ثانيا وستأتي بقية ترجمتها رضي الله عنها في أزواجه صلى الله عليه وسلم باب بنيان قريش الكعبة شرفها الله تعالى لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة على ما هو الصحيح جاء سيل حتى أتى من فوق الردم الذي صنعوه لمنعه السيل فأخربه أي ودخلها وصدع جدرانها بعد توهينهما من الحريق الذي أصابها وذلك أن امرأة بخرتها فطارت شرارة في ثياب الكعبة فاحترقت جدرانها فخافوا
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»