السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٧٠
أقول قال الحافظ ابن حجر بعد أن أورد عدة آثار في مجيء أمه من الرضاعة إليه صلى الله عليه وسلم في حنين وفي تعدد هذه الطرق ما يقتضى أن لها أصلا أصيلا وفي اتفاق الطرق على أنها أمه رد على من زعم أن التي قدمت عليه أخته أقول لا رد في ذلك لأنه علم أن أخته المذكورة كان يقال لها أم النبي صلى الله عليه وسلم ووصف بعض الصحابة لها بأنها أمه من الرضاعة تقدم أنه يجوز أن يكون بحسب ما فهم ومما يعين أنها أخته ما سيأتي أنها لما أخذت في حنين من جملة سبى هوازن قالت للمسلمين أنا أخت صاحبكم فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له يا رسول الله أنا أختك قال وما علامة ذلك قالت عضة عضيتنيها في ظهري وأنا متوركتك فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة فقام لها قائما وبسط لها رداءه وأجلسها عليه ودمعت عيناه إلى آخر ما يأتي وكلام المواهب يقتضى أنهما قضيتان واحدة كانت فيها أخته والآخرى كانت فيها أمه من الرضاعة حيث قال وقد روى أن خيلا له صلى الله عليه وسلم أغارت على هوازن فأخذوها يعنى أخته من الرضاعة التي هي الشيماء فقالت أنا أخت صاحبكم إلى أن قال فبسط لها رداءه وأجلسها عليه فأسلمت ثم قال وجاءته يعنى أمه من الرضاعة التي هي حليمة يوم حنين فقام إليها وبسط رداءه لها وجلست عليه وهذا كما ترى يوهم أن الخيل التي أغارت على هوازن التي كانت فيها أخته لم تكن في حنين وأن أمه لم تكن يوم حنين في سبى هوازن مع أن القصة واحدة وأن سبى هوازن كان يوم حنين فيلزم أن يكون جاء إليه يوم حنين كل من أمه وأخته من الرضاعة الأولى في غير السبي والثانية في السبي وأنه فرش لكل رداءه وهو تابع في ذلك لابن عبد البر حيث قال في الإستيعاب حليمة السعدية أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة جاءت إليه يوم حنين فقام لها وبسط لها رداءه فجلست عليه وروت عنه وروى عنها عبد الله بن جعفر ثم قال حذافة أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة يقال لها الشيماء أغارت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن فأخذوها فيما أخذوا من السبي الحديث وكون عبد الله بن جعفر روى عن حليمة قال الحافظ ابن حجر لا يتهيأ له السماع منها إلا بعد الهجرة بسبع سنين فأكثر لأنه قدم
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»