إلا أنجح فيها وقد بعثه في حاجة أعيا عنها بنوه وقد أبطأ عليه انتهى فما برحت أي ما زلت عن مكاني حتى جاء بالإبل معه فقال له يا بني حزنت عليك حزنا لا يفارقني بعده أبدا وتقدم عن بعض المفسرين ما لا يحتاج إلى إعادته هنا وعن رقيقة بنت أبي صيفي أي ابن هاشم بن عبد مناف زوجة عبد المطلب ذكرها ابن سعد في المسلمات المهاجرات أقوال وقال أبو نعيم لا أراها أدركت الإسلام وقال ابن حبان يقال إن لها صحبة والله أعلم قالت تتابعت على قريش سنون أي أزمنة قحط وجدب ذهبت بالأموال وأشفين أي أشرفن على الأنفس قالت فسمعت قائلا يقول في المنام يا معشر قريش إن هذا النبي المبعوث منكم هذا إبان أي وقت خروجه وبه يأتيكم الحيا أي بالقصر المطر العام والخصب فانظروا رجلا من أوساطكم أي أشرافكم نسبا طوالا عظاما أي طويلا عظيما أبيض مقرون الحاجبين أهدب الأشفار أي طويل شعر الأجفان أسيل الخدين أي لا نتو بها رقيق العرنين أي الأنف وقيل أوله فليخرج هو وجميع ولده وليخرج منكم من كل بطن رجل فيتطهروا ويتطيبوا ثم استلموا الركن ثم أرقوا إلى رأس أبي قبيس ثم يتقدم هذا الرجل فيستسقى وتؤمنون فإنكم تسقون فأصبحت وقصت رؤياها عليهم فنظروا فوجدوا هذه الصفة صفة عبد المطلب فاجتمعوا عليه وأخرجوا من كل بطن رجلا ففعلوا ما أمرتهم به ثم علوا على أبي قبيس ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فتقدم عبد المطلب فقال لا هم هؤلاء عبيدك وبنو عبيدك وإماؤك وبنو إمائك وقد نزل بنا ما ترى وتتابعت علينا هذه السنون فذهبت بالظلف والخف والحافر أي الإبل والبقر والخيل والبغال والحمير فأشفت على الأنفس أي أشرفت على ذهابها فأذهب عنا الجدب وائتنا بالحيا والخصب فما برحوا حتى سالت الأودية قال وفي رواية أخرى عن رقيقة قال تتابعت على قريش سنون جدبة أقحلت أي أيبست الجلد وأدقت العظم فبينا أنا نائمة أو مهومة أي بين اليقظانة والنائمة إذا هاتف هو الذي يسمع صوته ولا يرى شخصه كما تقدم يصرخ بصوت صحل أي فيه بحوحة وهي خشونة الصوت وغلظه يقول يا معشر قريش إن هذا النبي المبعوث منكم قد أظللتكم أيامه أي قربت منكم وهذا إبان مخرجه فحيعلا بالحيا والخصب ألا فانظروا رجلا منكم وسطا عظاما أبيض بضا أي شديد البياض أوطف الأهداب أي كثير شعر العينين
(١٨١)