السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٦٦
مستحيل إلا أن تحمل العلقة على جزء بقي من أجزائها بناء على جواز أنها تجزأت أكثر من جزءين المعبر عنهما فيما تقدم عن بعض الروايات علقتين سوداوين إلا أن يقال المراد بقوله فأخرج منه العلقة أي أخرج ما هو كالعلقة أي شيئا يشبه العلقة كما سيأتي التصريح بذلك في بعض الروايات فأدخل شيئا كهيئة الفضة ثم أخرج ذرورا كان معه فذره عليه أي على شق القلب ليلتحم به ثم نقر إبهامي ثم قال اغد واسلم أقول لم يذكر في هذه المرة الختم وظاهر هذه الرواية أن الصدر التحم بمجرد ذر الذرور وتقدم في قصة الرضاع أن ذلك كان من إمرار يد الملك واستمر أثر التئام الشق يشاهد كالشراك وفي الدر المنثور عن زوائد مسند الإمام أحمد عن أبي بن كعب عن أبي هريرة قال يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وقال لقد سألت يا أبا هريرة إني لفي صحراء ابن عشرين سنة وأشهر إذا بكلام فوق رأسي وإذا برجل يقول لرجل أهو هو فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلى يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال أحدهما لصاحبه أضجعه فأضجعاني بلا قصر ولا هصر أي من غير إتعاب فقال أحدهما لصاحبه أفلق صدره ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع فقال له أخرج الغل والحسد فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له أدخل الرأفة والرحمة فإذا مثل الذي أخرج أي ليدخله شبه الفضة ثم نقر إبهام رجلي اليمنى وقال أغد واسلم فرجعت أغدو بها رأفة على الصغير ورحمة على الكبير ولم يذكر في هذه المرة الغسل فضلا عما يغسل به ولم يذكر الختم ولكن قول الرجل للآخر أهو هو يدل على أن الرجلين ليسا جبريل وميكائيل لأنهما يعرفانه وقد فعلا به ذلك في قصة الرضاع وقد يدعى أن هذه الرواية هي عين الرواية قبلها وذكر عشرين سنة غلط من الراوي وإنما هي عشر سنين ثم رأيت ما يصرح بذلك وهو كان سنه عشر حجج وقد تحمل هذه المرة أي كونه ابن عشرين سنة على أن ذلك كان في المنام وإن كان خلاف ظاهر السياق وقال صلى الله عليه وسلم في المرة التي هي عند ابتداء الوحي جاءني جبريل وميكائيل فاخذني جبريل وألقاني لحلاوة القفا ثم شق عن قلبي فاستخرجه ثم أستخرج منه ما شاء الله أن يستخرج ولم يبين ذلك ما هو ثم غسله في طست من ماء زمزم ثم أعاده
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»