السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٦٧
مكانه ثم لأمه أي بذلك الذرور أي بإمرار يده أو بهما جميعا ثم أكفأني كما يكفي الإناء ثم ختم في ظهري يحتمل أن يكون المراد في غير المحل الذي ختمه في قصة الرضاع وهو بين كتفيه ويحتمل أن المراد بظهره المحل الذي ختمه في قصة الرضاع وفيه أنه لا معنى لوضع الختم على الختم كما تقدم ويمكن أن تكون الحكمة في الجمع بين جبريل وميكائيل أن ميكائيل ملك الرزق الذي به حياة الأجساد والأشباح وجبريل ملك الوحي الذي به حياة القلوب والأرواح والمرة التي هي عند المعراج سيأتي الكلام عليها وفيها أن الختم وقع بين كتفيه وفيه ما علمت وقد علمت أن شق الصدر والبطن غير شق القلب وأن شق القلب وإخراج العلقة السوداء التي هي حظ الشيطان ومغمزه مما اختص به صلى الله عليه وسلم عن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وما في بعض الآثار أن التابوت أي تابوت بني إسرائيل كان فيه الطست الذي غسلت فيه قلوب الأنبياء المراد ظاهر قلوبهم لأن القلب من جملة الأحشاء التي غسلت بغسل الصدر أو البطن كما تقدم على أن ابن دحية ذكر أنه أثر باطل وقد يطلق الصدر على القلب من باب تسمية الحال باسم محله ومنه ما وقع في قصة المعراج ثم أتى بطست ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغ في صدره ومنه قول الجلال السيوطي في الخصائص الصغرى إن شق صدره الشريف من خصائصه صلى الله عليه وسلم على الأصح من القولين أي شق قلبه وسيأتي الكلام على ذلك في الكلام على المعراج بما هو أبسط مما هنا وعن حليمة رضي الله تعالى عنها أنها كانت بعد رجوعها به صلى الله عليه وسلم من مكة لا تدعه أي يذهب مكانا بعيدا أي عنها فغفلت عنه صلى الله عليه وسلم يوما في الظهيرة فخرجت تطلبه فوجدته مع أخته أي من الرضاعة وهي الشيماء وكانت تحضنه مع أمها أي ولذلك تدعى أم النبي أيضا أي وكانت ترقصه بقولها * هذا أخ لي لم تلده أمي * وليس من نسل أبي وعمي * فأنمه اللهم فيما تنمى * فقالت في هذا الحر أي لا ينبغي أي يكون في هذا الحر فقالت أخته يا أمه
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»