العسكر وجميع ما معهم ثم قال لهم يا قوم كونوا على خيولكم وتقربوا إلى الحصن فإذا سمعتم نداء فأتوني مسرعين ولتكن منكم جماعة ينظرون صوب الطريق فإذا أشرف عليكم جيش ووصل إليكم فاعتنوا بالتهليل والتكبير فاني أسرع إليكم إن شاء الله تعالى ثم صار إلى جهة الحصن والقوم يتعجبون مما عزم عليه فقال غالب يا أمير المؤمنين انا اشهد ان لا الله الا الله واشهدوا ان محمدا رسول الله فسر الامام لذلك سرورا عظيما ثم سار الامام وهو غير مكترث إلى أن وصل الحصن وكان غالب قد وصف له الموضع الذي نزل منه هذا وأهل الحصن منتظرون من خبره فبينما هم كذلك إذ لاح لهم خيال الامام وهو مقبل فظنوه صاحبهم مساور يا غمام قد جاء رسولك أرجو ان يكون جاء بسرورك وما زال الامام سائر إلى أن جاء إلى الحصن فاخذ حجرا ونقر به جدران الحصن ثلاث نقرات متواليات فلما سمع القوم نقر الحصن أيقنوا انه غالب فأرسلوا له حبلا من ليف النحل فأخذه الامام وشد به وسطه وهو يفكر كيف يطيقون حمله وخشي ان ينكروه لثقله فلما مكن الامام نفسه بالحبل صبر وحمد الله وحرك نفسه بالحبل ثلاث مرات فأيقنوا انه صاحبهم غالب فجروه فلم يستطيعوا ان يحركوه فقالوا هذا ثقيل علينا أثقل من المرة الأولى فقال لهم مساور لاشك انه كسب من مكان الواقعة وحمل نفسه من الأسلحة والدروع فأرسلوا إليه حبلا اخر وأجمعوا عليه الرجال وقالوا طلعوه من قبل ان يسمع بنا علي بن أبي طالب فيأتي إلينا فلا حاجة به وأرسلوا إليه حبلا ثانيا فخف نفسه معهم فهان عليهم وما زالوا كذلك إلى أن وصل إلى أعلى الحصن ووقف على رجليه فتقدم إليه مساور وقال ما أبطأك وما كان من امرك وخبرك يا غالب فرفع الامام رأسه إليه وقال يا ويلك يا مساور بل انا علي بن أبي طالب فلما سمع القوم ذكر علي التجموا على الكلام ونظر بعضهم إلى بعض من أعلى الحصن فتقدم الامام إلى مساور السفاك ورفعه بين يديه والقى به من أعلى الحصن على رأسه فهوى إلى الأرض فتهشم عظمه في لحمه فلم ينطق ولا يتحرك في مكانه وعجل الله روحه إلى النار ثم التفت الامام إلى غمام وجرد سيفه وقد وقف من دونه الرجال فصرخ فيهم صرخته المعروفة عنه ففرقتهم
(١٠١)