الميمنة وقال ما شاء الله ورجع صوب القلب ونادى أين من زعم أنه كيف كريم فلم يتم كلامه حتى انقض عليه وهو على جواد أشقر وبيده رمع طويل حتى صار بين يدي الامام ونادى يا غلام الرفق بالمرء يوصله إلى هناه فاكشف لنا عما تريد فلعل ان تكون الإجابة عندنا والانعام والآن قد كشفت لنا عتابك ولعمري قد كنت متطاولا لرؤيتك فقل ما أنت طالب وما مرادك فأعجب الامام من كلامه وقال له مرادي ان تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فإذا قلت ذلك وأقررت لله بالوحدانية فلك مالنا وعليك ما علينا واما صنمكم الذميم فسوف يظهر فيه العبر واكسره امامكم كسرة الحجر وترجعون إلى عبادة الرحمن فتكونوا شركاء لنا وإخواننا في الاسلام فقال له ناقد يا ابن أبي طالب دونك إلى أم خاطر وموت باتر فقال له الامام دونك والقتال قال فوقف ناقد يتكلم في نفسه ويقول وحق المنيع وزجراته لو تركناه حيا لغشنا في منزلنا وطرقنا في مرقدنا ولعمري اني أجد في كلامه حلاوة ولمنطقه مرارة اني ارغب وأخشى ان يفعل ربي الأعظم ما يشاء فقال الامام يا ناقد أطلق بلسانك بالوحدانية لله تعالى واشهد بالرسالة محمد صلى الله عليه وسلم يمح عنك ما سبق قال ناقد ما انا بالذي يفعل ذلك ويبقى له العار والشنار فلما سمع الامام كلامه علم أن لابد له من لقائه فتقاربا وعظم الجدال والفريقان ينظران فما زال حتى مضى النهار واقبل الليل فخاف الامام ان يدركه الليل ولم ينل منه ما أمله فحمل عليه الامام وكان قد ظهر له من ناقد التقصير فطمع فيه وجعل يدبر عليه الحيلة من أين يأخذه فتصارخت الابطال وتزاعقت الشجعان وإذا بالمشركين يصرخون ويقلون خرج الخطاف وانذهل العسكران والخطاف ينادي لا تعجل يا غلام علينا فنجعل ابق علينا نبق عليك فوثب الامام على ناقد وقبض عليه فتعلق به وتعاركا طويلا فأدركهم الخطاف وقد همد وسمعنا عدوات الامام وزجراته ثم خمدت فلم يسمع لهما حس هذا والغبار متزايد وقد طال على الناس المطال ولم يبق أحد من الفريقين الا وايس من الامام رضي الله عنه فقال جنبل نحن فرضنا في الامام إذا تركناه مع هذين الاثنين ولم نخرج إليه ولم نساعده
(٥١)