جثته وإذا بضجة عظيمة فتأملهم وإذا هو بعد والله المنتقم راكبا على بعيره وحوله غلمانه وشجعانه وقد أحاطوا به من كل جانب فلما وصلوا إلى باب الحصن أناخوا البعير ثم حملوا عدو الله وأنزلوه فتقدم إلى باب الحصن يريد الدخول فوقف والتفت إلى أصحابه وقال لهم يا ويلكم الزموا باب حصنكم إلى أن تتكامل أصحابكم وادخلوا الحصن وأغلقوا بابه وتحصنوا ثم إن عدو الله تركهم على الباب ودخل الحصن ومعه رجل من جماهير قومه فرفع جنبل صوته يسمع الامام وقال يا مولاي يبلغك الاله مأمولك وأعطاك سؤالك لقد أبردت بعقلك قلبي وسررت خاطري فعند ذلك فهم الامام إشارة جنبل وكان للحصن بابان من داخل بعضهما فوقف الامام رضي عنه عند الباب الثاني من اطماره حتى بقي في سرواله واخذ سيفه وجحفته ثم اقبل على عدو الله المنتقم وحواليه السيوف مسلولة وهو في وسط القوم كعلو الفارس على الراجل فلما وصل إلى الامام وثب عليهم وصاح صيحته المعروفة الهاشمية وقال إلى أين يا لئام إلى أين المفر من ابن عم خير البشر فلما سمع القوم ذلك ولوا هاربين يمينا وشمالا وصار عدوا لله وحده واقفا باهتا لا يدري ما يصنع فنادى يا ابن أبي طالب أحسن إلي وأبقي بكرمك علي فقال الامام أتخدعني يا عدو الله والله ان لم تقر بالوحدانية ولمحمد ابن عمي بالرسالة إلا قتلتك أشر قتلة فقال له ابن أبي طالب بحق ابن عمك محمد الا أبقيت علي فعند ذلك اخذ الامام عمامته بعد أن ألقاه على الأرض وكبه على وجهه وأوثق كتافه وجمع يديه إلى رجليه وتركه لا يستطيع ان يتحرك وعمد إلى القوم فقال لهم قولوا نشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقالوا بأجمعهم نشهد ان لا إله إلا الله وان بن عمك محمدا رسول الله فقال لهم الامام رضي الله عنه ما يتحقق عندي اسلامكم فقالوا له يا ابن عم رسول الله هذا حقيقة إسلامنا قال نعم (قال الراوي) فعند ذلك جردوا سيوفهم وعمدوا مع الامام إلى الباب الذين هم داخله ففتحوه فوجدوا القوم قد دخلوا كلهم من الباب الأول واجتمعوا عند ذلك الباب الذي من داخله أمير المؤمنين فخرجوا لهم وحطموا السيف فيهم واقبل جنبل وقومه من
(٤٠)