الغلام قال هو قريب من بلادنا فلما سمع ذلك المنتقم صرح في قومه وعشيرته فاجتمع إليه القوم وحضروا بين يديه فقال يا قوم ان هذا الرجل الذي رد سائقكم وقتل عدوكم قد انتهى من خيرة ما لم يسمع والطاعة يا أيها السيد نحن لكلامك مطيعون ثم توعدوا بالخروج إليه في غد وكانت تلك الليلة التي قدم فيها الرجال فلما تكامل القوم خرج خلفهم المنتقم وهو مشتهر بلبس الأحمر والأصفر فركب جواد من عناق الخيل وقد لبس افخر ما عنده من لامة حربه وخرج من حصنه بجميع قومه وسار المنتقم امام قومه وهو يرتجز وينشد ليس الهجوم على الرجال بعزة * يدعي شجاعا مهلكا بمناجل بطل شجاع نازل بفنائنا * أوفى العدة نائل أو نازل سيروا بنا نلق الغلام بجمعنا * لنراه حقا مثل قول القائل (قال الراوي) فعند ما نظر جنبل إلى ما عزم القوم قال يا قوم اني أريد ان أسبق القوم إلى الامام رضي الله تعالى عنه فأخبره بذلك ثم سار جنبل وقد حاد عن الطريق وسار في بعض الشعاب إلى أن وصل إلى الامام فسلم عليه فرد عليه السلام وقال له الامام ما وراءك يا جنبل فقال سيدي حفظك الله وانعم عليك انظر إلى امامك وقد اتاك المنتقم بجميع قومه فقال الامام انه غنيمتي ورب الكعبة ولكنه قد عظم عليك ما رأيت من الجيوش يا جنبل والذي بعث ابن عمي رسولا وبالحق بشيرا ونذيرا لو خرج إلي ملككم بجميع جيوشه لكنت ألقاه بمفردي فقال جنبل يا سيدي ان الهضام إذا ركب يركب معه خمسمائة الف عنان سوايك في النزال قومه خاصة غير ما يتبعهم من الرقيق والغلمان والعبيد فكيف تلقاه ومعه هذا الجميع كله فقال له الامام والذي بعث ابن عمي بالحق بشيرا ونذيرا انه إذا برز إلى الهضام أتلقاه وحدي ولو يكون معه جميع من في الأرض من الطول والعرض فان ثقتي بربي جل وعز فقل وأوجز
(٣٣)