فلما سمع القوم بذكر الخبر وكان المنتقم في هذا الوقت متكئا فاستوى جالسا وقال يا ويلكم ما هذا الامر العجيب فقالوا انه بلغنا عن الرعاة انه لما غار عليهم المغضب واخذ المال وساقه ومضى به كان عندهم رجل غريب عابر سبيل فما زال في اثر القوم حتى دخلوا المضيق فسد عليهم باب المضيق وما زال يقتل منهم واحدا بعد واحد حتى خرج إليه المغضب بنفسه فقتله وحز رأسه وجاء بها معه واتى بالمال العظيم معه وقتل منهم خلقا كثيرا واتى بسايقنا سالمة ودفعها إلى الرعاة بأجمعها فلما سمع المنتقم هذا الكلام قهقه بالضحك الشديد حتى كاد ان يقع على قفاه وقالوا كذبوا وسق اللاتي والعزى وحق الاله المنيع ولا أظن الا انهم هموا بأخذ السايقة فسد عليهم الطريق الالهة المنيع فلم يجدوا لهم منفذا ينفذون منه فرجعوا إلينا بهذه الحيلة ثم امر باحضار الرعاة فأحضروهم بين يديه وقال لهم باي حيل أردتم اخذ السايقة لأنفسكم وضربتم عنا الحيلة وحق المنيع ان لم تخبروني وتصدقوني الا قتلتكم جميعا (قال الراوي) فعند ذلك نظر بعضهم إلى بعض وتطاولوا إلى جنبل بن ركيع لأنه كان سر الجواب فقال اعلم أيها السيد العظيم ان من قطعت أنامله سرى الألم في جسده جميعه ومن حاد عن طريق الحق وقع في المضيق وما كنا نخرج من بلا دنا ونترك أولادنا والهنا المنيع فيرمينا في المهلا ك والدواهي ويحرقنا بناره وليعلم الهنا المنيع حقيقة أمرنا والخافي سرنا فلا تكذبنا أيها السيد في قولنا فان الذي طرقنا هو من عطفات المغضب الذي كان يطرقكم كل عام فلا بقيتم ترون له غراه ابدا ما دام الجديدان وبقى الزمان فقد قتله وقتل معه خلق كثير من قومه فقال يا ويلكم ومن فعل بهم هذا الفعال ومن ذا الذي قدر عليهم قال فعل بهم رجل غريب من العرب وانا أصفه لك كأنك تراه هو غلام بطين تجلس الوحوش حواليه للمباشرة وحسن منظره ومنطقه بالصواب ويقلع الشجرة الراسخة الأزلية (قال الراوي) فلما سمع المنتقم وصف جنبل بن ركيع عظم ذلك عليه وصفه من شجاعة الامام رضي الله عنه ثم قال المنتقم ويحك يا جنبل وأين يكون هذا
(٣٢)