ابن أبي طالب وقال للمنتقم ارفق قليلا ارفق قليلا حتى أخاطبك بكلام فيه المصلحة فتأخر عنه الامام وقد طمع في اسلامه وقال في نفسه والله اشتهيت ان يكون مثل هذا الأسد الأروع في الاسلام ثم تأخر عنه وقال له قل ما تشاء فقال ابن أبي طالب انا قد رحمك لحسن فعالك ورأيت أن اعفوا عنك وأطلق لك السبيل لأني علمت أنك قد أشرفت على الهلاك فانا ابعث إليك بفرس ومطية وأزودك الماء والزاد وأهب لك من الأمور ما يكفيك وترجع ابن عمك سالما غانما وانا اشهد لك بين القبائل والعربان بالشجاعة والبراعة ثم حمل الامام مع كلامه وقال يا ويلك أشر لنفسك وأهلك وأولادك وجميع قومك ان يقولوا لا الله الا الله محمد رسول الله ثم حمل الامام وطلب انجاز الوعد فنظر عدو الله الامام وقد عزم على قتله وصمم بعد أن ارتعدت فرائصه وصار يرتعد كالسعفة في الريح البارد فنادى وقال يا ابن أبي طالب الصدق أوفي سبيل فبالله أبقني فان لي في القوم مالا وأهلا وأولاد فان ملت إليك يقطعها بيني وبين أهلي وأولادي وجمع مالي فخلى سبيل حتى أخاطب قومي فان أجابوا إلى ما أريد كان الرأي الحسن وان خالفوني دبرت أمري وخالفتهم وفارقتهم فقال له الامام افعل ما بدا لك وأنت بين الجنة والنار فامض إلى أيهما شئت وطمع الامام في اسلامه فخلى سبيله فرجع المنتقم إلى قومه وقد تعضعضت أركانه وخمدت نيرانه فقالوا له أيها السيد الكريم ما فعلت بهذا الغلام فقال المنتقم وسطوة المنيع لقد نازلت الابطال فما رأيت غلاما اصبر من هذا على القتال فما رأى في امره وما تفعلون فقالوا نحن معك فالذي ترضاه لنفسك رضيناه لنا والذي يأمرنا به فعلناه فقال يا قوم ان هذا الغلام يريد منا ان نرفض عبادة المنيع الاله الرقيع ونعبد إلهه ونشهد لا بن عمه بالنبوة ونكون معيرة العرب في المحاصل قالوا وما نرى جوابنا الا اننا نمهله بقية يومنا هذا إلى أن يتسبل الظلام فنسير إلى حصننا ونتحصن فيه من داخله ونوفق أقفاله فلا يستطيع الوصول إلينا ونرسل رسولا إلى الملك الهضام فيأتيا بجنوده وعساكره وأهله كل حصن يمدوننا بالنصر على عدونا فقالوا جميعا أفلح الله رايتك أيها السيد هذا هو الرأي السديد فاتفق رأيهم على ذلك ثم قالوا دبر هذا الامر بعقلك انه
(٣٨)