وهجها وخمد حرها يا ويلك والويل لقومك بل لو حملوا إليها الماء وسكبوه فيها لطفئت حرارتها وذهبت جمرتها فأين نارك من نار وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين لا يخمد حرها ولا يبرد لهيبها وهي لا توقد بحطب ولا بخشب بل توقد بسخط الله عز وجل فلا تخمد في ليل ولا في نهار عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون واعلم أن نارك التي توقدها انما هي جزء منها وهي اثنان وسبعون جزء واما جنة الخلد التي وعد المتقون ففيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين لا يفنى نعيمها ولا ينقص ثمرها ولا يصفر ورقها والمؤمنين فيها متنعمون في جوار رب العالمين وعلى الأرائك متكئون واما جنتك التي أحدثتها فلو أمرت بمنع الماء عنها لجفت أغصانها وفسد ثمارها فاترك ما أنت عليه من تكبرك على خالقك ورازقك ولا تنفعك نارك ولا جنتك فقل معي لا إله إلا الله محمد رسول الله واشهد لي بالرسالة تكن من الفائزين والصديقين فان أبيت رميتك بسيف قاطع وبطل مانع (قال الراوي) ثم إن الامام عليا كرم الله وجهه قرأ الكتاب على النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب بيده الكريمة وطواه بعد أن ختمه بخاتمه الشريف ثم قال يا أبا الحسن خذ معك من المسلمين رجلا فإذا قربت من ديار عدو الله فقدمه امامك رسولا بهذا الكتاب فان اجابه إلى ما دعوناه إليه وآمن بالله وصدق برسالتي فكف يدك فان الله حليم لا يجعل بالعقوبة على من عصاه وان أبي هو وعصى فانظر لنفسك وتدبر امرك واحذر من الحصون في مسيرك وتوكل على الله وقل لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم (قال الراوي) ثم اقبل النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وقال لهم من يمضي برسالتي مع ابن عمي وانا اضمن له الجنة ولا يكون الا عارفا بديار القوم فعند ذلك نهض جميل قائما على قدميه وكان جميل رجلا مشهورا لأنه كان قريب عهد بالاسلام وكان لا يخفى عليه شئ من مياه العرب ولا من منازلهم فدفع له النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب وقال سر يا ابن كثير (قال الراوي) ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم اخرج مع ابن عمي علي بن أبي طالب رضي الله عنه فعند ذلك قال ابن كثير يا رسول الله دعني أتقدم امام ابن عمك فاني لا أطيق المسير معه واني إن شاء الله تعالى أسبقه إلى ديار
(١٠)