نحوهما وأغلق باب الحظيرة فلما وصل الامام وسط الحظيرة وإذا هو بجماجم مقطوعة وعظام مهشومة فوقف ينظر إلى ذلك ويتفكر ويتعجب وإذا هو بسبعين عظيمين قد خرجا من جانب الحظيرة وقصد أحد منهما إلى نحوي الامام والاخر إلى ورقة فالسبع الذي وصل ورقة هدر وزمجر فلما عاين ذلك قصد نحو الامام وهو يرتعد كالسعفة في مهب الريح واصطكت أسنانه واهتزت ركبتاه من شدة ما نزل به من الخوف والفزع وهو ينادي برفيع أصواته أدركني يا أبا الحسن خالفتك فهلكت فبالله عليك يا أبا الحسن خلصني مما انا فيه ولا تؤاخذني بسوء أفعالي قالت من أهل الكرم والجود فتبسم الامام ضاحكا من مقالته واما الامام فلم يعتن بالسبع الذي وصل إليه ولم يلتفت إلى مبتلة فلما قرب السبع من الامام صرخ صرخته المعروفة الهاشمية فتضعضع السبع من شدتها ووقف مكانه وخمدت قوته من صوت الامام وجعل ينادي انا السيف المسلول انا ابن عم الرسول انا مفرق الكتائب انا مظهر العجائب انا الحسام القاضب حامل ذو الفقار انا البحر الساكب القاضب انا ليث بني غالب انا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم وثب على السبع بقوته وضربه ضربة عظيمة فمات ثم حمل على ورقة فوثب عليه ونادى انا الليث التمام انا البطل المقدام انا قاتل اللئام انا مفرج الزحام فعند ذلك فر السبع داخل البيت عندما نظر ما حل بأخيه وجعل العبد يحد النظر إلى الامام ويتعجب مما فعل فجرد صحيفة هندية وتقدم إلى السبع يحرضه وهو شدة غيظة على قتل أخيه فحرضه على الامام فغمد السبع إلى الامام وعمد الأسود إلى ورقة يريد قتله قبل قتل الامام فقال ورقة للأسود مهلا وقيت الردى وكفيت شر العد فإنني معين لك على امرك لعلي اقتله واخذ رأسه إلى الهضام لأنال المرتبة العليا والآن اختلطنا بعد الملك الهضام فان قتلناه فنكون لنا اليد العليا عند الملك الهضام وعند الاله الرفيع فعند ذلك فرح الأسود من مقاله ومال علي الامام وورقة معه وقال يا ابن أبي طالب إلى أين طالب فانظر إلى نفسك وتدبر امرك فلم يلتفت الامام وهجم على السلع وضربه ضربة
(١٦)