وسار مسطاح بإزائه فلما وصلوا إلى الحصن وجدوا الناس جالسين في انتظارهم فقالوا اهلا وسهلا بسيد الشجعان فناداه الملك الهضام أين كنت يا مسطاح قال أيها الملك كنت عند صديق لي ولك دعوته يأكل معك الطعام ليشمله من الملك الاكرام فلما نظر الملك إلى أمير المؤمنين والى هول خلقته وكبر جثته وعرض مناكبه امتلأ قلبه خوفا وفزعا وقال من هذا يا مسطاح فقال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم تقدم إليه أمير المؤمنين فتوثب القوم وأسرع مسطاح إلى باب الحصن فأغلقه واخترط حسامه وقال الله أكبر فتح ونصر من آمن وخذل من كفر يا لئام والتفت إلى قومه وقال يا جند أظهروا سيوفكم فأظهروا سيوفهم ونادوا بأجمعهم نحن نشهد ان لا الله الا الله وأن محمدا رسول الله وما القوم بأجمعهم إلى ناحية الامام وهو مضيق على الهضام وأصحابه فناداهم الامام أيها الناس أمهلوا عليه وتفرقوا عنه وتركوه فرجع الناس عنه وسيوفهم مشهورة في أيديهم ثم إن الملك الهضام قال يا ابن أبي طالب عليك بالمهل وترك العجل فقد رفعت عندي منزلتك ولولا أنه لاح لي من امرك الحق وبان الصدق قال هو فيه شئ غير ذلك فقال الامام لا يكون شئ من امرك الحق وبان الصدق قال وهو فيه شئ غير ذلك فقال الامام لا يكون شئ ذلك فقال الامام قم بنا الان ان كنت آمنت بالله ورسوله وادع قومك إلى الاسلام وان كنت غير ذلك فإنه اعلم ثم اتى الامام إلى الهضام فقال لهم أنتم قائلون فقالوا ما نحول عن ديننا ابدا فقال الامام لمسطاح وقومه دونكم وإياهم فما استتم كلامه حتى عطفوا عليهم فقتلوهم عن آخرهم والهضام ينظر بعينه واصطكت أسنانه بعضها في بعض فالتفت إليه أمير المؤمنين وقال دونك وقومك يا هضام امض إليهم وأسرع بالجواد فقد أمهلتك وأمهلت قومك وجميع من معك إلى الصباح فان أصبح الصباح واتيت مسلما فلك الأمان ومن طلعت عليه وهو مصر على دينه فلا أمان له عندي الا السيف فتقدم الهضام إلى جواده فركبه حين أعطاه الامام الأمان وكان لا يصدق بالخلاص فصار مسطاح وقومه يشيرون للامام ان يسمح له بالخروج لما يعلمون من كفره وخديعته فتبسم ضاحكا من كلامهم فلما خرج الهضام قال مسطاح يا أمير المؤمنين لقد أطلقت من يدك أسدا عظيما وقل ان يعود وان يقع في يدك
(١٠٧)