فضل آل البيت - المقريزي - الصفحة ٤٥

- قال هشام بن محمد: (فكانت عائشة تبكي بعد يوم الجمل وتقول: يا ليتني كنت نسيا منسيا، أي الحيضة الملقاة) (تذكرة الخواص: ٨٠ الباب الرابع ذيل حرب الجمل، وربيع الأبرار: ١ / ٨٢١).
* ثالثا: لزوم مخالفة السياق وذلك: أ - إن مخاطبة النساء في جميع الآيات بالضمير المؤنث، أما الآية فبضمير الجمع، قال أبو بكر الحضرمي: ويرد هذا القول (نزولها في النساء) - مع ما يأتي من الأحاديث الصريحة - قول مجاهد وقتادة وأبي سعيد الخدري وغيرهم أنها لو نزلت في نسائه صلى الله عليه وآله وسلم خاصة لكان الخطاب في الآية الكريمة بما يصلح للإناث، ولقال تعالى: عنكن ويطهركن، كما في الآية قبلها. رشفة الصادي: ١٢ الباب الأول، وراوي عن زيد بن علي أيضا، راجع تفسير نور الثقلين ٢ / ١٩٣.
ب - بلحاظ المدح والذم، فإن مخاطبة النساء جاءت للمعاتبة والتأديب، أما خطاب أهل البيت فجاء بلسان المدح، بل فوق ما للمدح من الصفات، قال الرازي: ليذهب عنكم الرجس: يلبسكم خلع الكرامة، تفسير الرازي ٢٥ / ٢٠٩.
* رابعا: لزوم مخالفة قول أهل اللغة، راجع تاج العروس ١ / ٢١٧، ولسان العرب ١ / ٢٦٨ والصلات والبشر في الصلاة على خير البشر: ٣٢ الباب الأول.
ويؤيد قول أهل اللغة:
١ - قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أول من يلحقني من أهل بيتي أنت يا فاطمة، وأول من يلحقني من أزواجي زينب) (كنز العمال ١٢ / ١٠٨، ح: ٣٤٢٢١ فضائل فاطمة).
٢ - أن نساء النبي، أم سلمة وغيرها، طلبت من الرسول الدخول تحت الكساء وتحت عنوان أهل البيت - كما يأتي - فلو كن من أهل البيت لما احتجن إلى طلب وإذن الدخول، ولكن افتخرن بها، بل هو أولى من افتخارهن بأن الآية نزلت في بيوتهن.
٣ - ملاحظة منع الرسول من الدخول تحت الكساء مع أسرار النساء عليه كما يأتي.
٤ - ملاحظة بعض الأعراف في غرابة استعمال الأهل في الزوجة، كما في بلاد الشام ولبنان ومصر.
٥ - ملاحظة حديث الثقلين الذي نص فيه الرسول على أن عترته أهل البيت عدل للقرآن، ولا قائل بدخول النساء في الحديث.
٦ - ملاحظة كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله والتي جل رواياتها بذكر (آل محمد) (راجع أحكا م القرآن لابن العربي ٣ / ١٥٨٢ - ١٥٨٣ من طرق، وتفسير ابن كثير ٣ / ٥٥٧ - ٥٦٠ من طرق مورد آية ٥٦ / الأحزاب، وتفسير القرطبي ١٤ / ١٥٠، وجلاء الأفهام ٦ - ٩ - ١٠ - ١٣ - ١٩ - ٢١ - ٢٣ - ٤٩).
وقد صرح العلماء بعدم دخولهن:
قال الإمام مجد الدين الفيروزآبادي: المسألة العاشرة: هل يدخل في مثل هذا الخطأ ب (الصلاة على النبي) النساء؟ ذهب جمهور الأصوليين أنهن لا يدخلن ونص عليه الشافعي، وانتقد عليه وخطئ المنتقد. الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر: ٣٢ الباب الأول.
وقال أبو بكر الحضرمي: بعد حصر آية التطهير بأصحاب الكساء - وأنهم المرادون بكل ما ورد في فضل أهل البيت من الآيات والأحاديث. رشفة الصادي ١٧ الباب الأول.
وقال سراج الدين: ذهب الجمهور أن الآل من حرمت عليهم الصدقة، فالآل الوارد ذكرهم في الصلاة الإبراهيمية المراد بهم من حرمت الصدقة عليهم - الصلاة على محمد: ١٨٤ - ١٨٥.
٧ - ملاحظة حرمت دخول المسجد النبوي لغير أهل البيت كما روي عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أن مسجدي حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم - وفي رواية أخرى زاد بعد الأسماء: ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا. سنن البيهقي ٧ / ٦٥ باب دخول المسجد جنبا من كتاب النكاح.
* ويشهد له أحاديث سد الأبواب المشهورة سوى باب علي عليه السلام، المروية عن نيف وعشرين صحابيا أكثرها حسان وبعضها صحاح وجل رواتها ثقات على ما قال الحافظ ابن حجر في القول المسدد: ١٦ - ٢٠.
فكان له ولآله الدخول والخروج، قال ابن عباس: وسد رسول الله الأبواب المسجد غير باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريقا غيره - المستدرك ٣ / ١٢٥ - ١٣٢ مناقب علي عليه السلام وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، والمعجم الكبير ١٢ / ٧٨ ح ١٢٥٩٣ ترجمة ابن عباس ما روى عنه عمرو ابن ميمون.
٨ - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان عند ذكر أهل البيت أو آل محمد غالبا يشير إلى علي وفاطمة وابناهم، كما تقدم في قصة المباهلة، وحديث الثقلين، وكقوله لعمر عندما سأله عن علامة حب أهل بيتك؟
قال: هذا وضرب على علي - (راجع تفسير آية المودة: ١٥٢)، وقوله: لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع... وعن حبنا أهل البيت، فقيل يا رسول الله: ومن هم؟ فأومأ إلى علي بن أبي طالب - ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ٢ / ١٦١ ح ٦٤٧، ولسان الميزان: ٢ / ١٥٩ حرف الحاء - ترجمة الحارث المكفوف.
٩ - تساوي الأسماء فيهم قال الزرقاني في المواهب: يوصف أهل البيت بأربعة ألفاظ الآل - وأهل البيت وذو القربى - والعترة -، وقيل في العترة أنهم العشيرة، وقيل الذرية، نقلا عن هامش الصواعق:
١٥١ ط. مصر - الآيات النازلة فيهم - الآية الرابعة من الباب الحادي عشر.
١٠ - حصر الشعراء للآل بعلي وفاطمة وأبنائهم، قال أحمد الشامي: وهم بإجماع الأمة مع الرسول محمد (الخمسة أهل الكساء الذين قال فيهم الإمام الشافعي:
يا أهل بيت رسول الله حبكم * * * فرض على الناس في القرآن أنزله. جناية الأكوع: ١١٧.
والأشعار في ذلك كثيرة راجع تذكرة الخواص ٣٢٧ باب ١٢ ذكر المهدي وينابيع المودة ٢ / ٤٧٤ ط.
استنبول و ٥٦٩ باب ٨٧ ط. النجف - وذكرا شعرا مفصلا لأسماء المعصومين الأربعة عشر. ووسيلة الخادم إلى المخدوم: ٣١ حيث ذكر شعر الروزبهان المفصل لأسمائهم، وكفاية الطلب ١٥١ باب ٣٣ حديث الطائر.
* خامسا: تصريح الروايات بخروج النساء، كالمروي في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم: (فقلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا - وأيم الله أن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته)، راجع صحيح مسلم ١٥: ١٧٦ باب فضائل علي عليه السلام، ح: ٦١٧٨، والمعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٥٣٦، وفرائد السمطين ٢ / ٢٥٠ ح ٥٢٠ باب ٤٨، وتذكرة الخواص: ٢٩١ الباب ١٢، وينابيع المودة ١: ٢٩ ط. اسلامبول و ط. النجف:
٣٢ الباب الرابع، والصواعق: ١٥٠ ط. مصر و ٢٣٠ ط. بيروت باب ١١، ونور الأبصار: ١٢٤ ط. الهند و ٢٢٥ ط. قم مناقب الحسنين عليهما السلام، وتاريخ دمشق ترجمة الحسين عليه السلام: ١٠٠ ح ١٠٢، ونحو ذلك من الروايات التي تأتي وتقدم بعضها في مطلع البحث.
* سادسا: إجماع أهل الإسلام على ذلك، كما يأتي في الأقوال. * سابعا: ما تقدم من تلاوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية علي باب علي وفاطمة وأبناؤهم ولم يرد تلاوتها على باب غيرهم.
* ثامنا: دعوى الأئمة الاثني عشر أنهم أهل البيت:، راجع تفسير ابن كثير ٣: ٣٥ ٥، وتفسير الطبري ٢٢: ٧، والطبقات الكبرى: ٥ / ٢٤٦ - ٢٤٨ ترجمة أبي جعفر محمد بن علي ٨، و ج ٥ / ١٧٠ ترجمة علي بن الحسين عليهما السلام، والفتوح لابن الأعثم ٢ / ١٨٣ ذكر كتاب عبد الله إلي يزيد وبعثه برأس الحسين عليه السلام، وترجمة زين العابدين من تاريخ دمشق: ٥٧ ح ٨٨، وأخبار الدول للقرماني: ١١٦ باب ٢ فصل ٤، وأسنى المناقب: ١٦ ح 60، والفصول المهمة: 253 ط.
بيروت، و 265 ط. النجف الفصل التاسع.
* هذا إجمال القول في اختصاصها بعترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد فصلنا ذلك في كتاب آل محمد بين قوسي النزول والصعود - الكتاب الثالث - طهارة آل محمد:.
(٤٥)
مفاتيح البحث: الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله (1)، الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليهما السلام (1)، أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (3)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (3)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (3)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (3)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، حديث الثقلين (2)، عبد الله بن عباس (1)، آية المودة (1)، كتاب تفسير ابن كثير (2)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، أهل الكساء (2)، كتاب لسان الميزان لإبن حجر (1)، آية التطهير (1)، السيدة أم سلمة بن الحارث زوجة الرسول صلى الله عليه وآله (2)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (1)، المسجد النبوي الشريف (1)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، أبو سعيد الخدري (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب فرائد السمطين (1)، كتاب الطبقات الكبرى لإبن سعد (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، محمد بن ادريس الشافعي (1)، كتاب صحيح مسلم (2)، مدينة بيروت (2)، أبو بكر الحضرمي (2)، هشام بن محمد (1)، زيد بن أرقم (1)، زيد بن علي (1)، محمد بن علي (1)، القرآن الكريم (2)، الشام (1)، الهند (1)، دمشق (3)، الطيران، الطير (1)، الكرم، الكرامة (1)، المنع (1)، الزوجة (1)، السجود (3)، الحرب (1)، الصّلاة (4)، التصدّق (2)، الجنابة (1)، العصر (بعد الظهر) (1)، الطهارة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 37 38 39 45 45 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقريزي في سطور 7
2 تقديم 9
3 مقدمة المؤلف 13
4 الآية الأولى: آية التطهير وسبب النزول والأقوال في ذلك 15
5 مصادر نزول آية التطهير في أهل البيت عليهم السلام 15
6 معاني الرجس 19
7 تلاوة الرسول صلى الله عليه وآله الآية على باب فاطمة عليها السلام 23
8 ذكر من قال بتصحيح حديث الكساء 35
9 ذكر جميع الأقوال في آية التطهير 39
10 اختصاص آية التطهير بأصحاب الكساء عليهم السلام وأدلته 45
11 وجود الجمل الاعتراضية في القرآن 56
12 كلام العلامة الطوفي في الآية 59
13 مصادر وألفاظ حديث: " فاطمة بضعة " 64
14 مصادر حديث الثقلين ودلالته 67
15 بعض روايات منع النساء من الدخول 72
16 اتفاق الأمة على اختصاص أهل البيت بأصحاب الكساء عليهم السلام 75
17 كلام ابن عربي في حقيقة أهل البيت عليهم السلام 85
18 في أن الإرادة تكوينية في الآية وأقوال العلماء 88
19 ما جاء في فضل فاطمة عليها السلام وذريتها 96
20 الآية الثانية: إلحاق الذرية بإيمان الآباء 101
21 الآية الثالثة: حفظ الذرية لصلاح الآباء 109
22 الآية الرابعة: إدخال الذرية الجنة لصلاح الآباء 113
23 الآية الخامسة: آية المودة ونزولها في أهل البيت عليهم السلام 117
24 مصادر نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام 117
25 في انحصار قطب الأقطاب بأهل البيت عليهم السلام 132
26 قصص وكرامات في اكرام بني فاطمة عليها السلام وأثره 135