ثم شدة عداوة بني أمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبمبالغتهم في أذاه، وتماديهم على تكذيبه فيما جاء به منذ بعثه الله عز وجل بالهدى ودين الحق إلى أن فتح مكة شرفها الله تعالى (1)، فدخل من دخل منهم في الإسلام كما هو معروف مشهور (2)، وأردد قول القائل:
كم من بعيد الدار نال مراده وآخر داني الدار وهو بعيد فلعمري، لا بعد أبعد مما كان بين بني أمية وبين هذا الأمر إذ ليس لبني أمية سبب إلى الخلافة ولا بينهم وبينها نسب إلا أن يقولوا: (إنا من قريش) فيساوون في هذا الاسم قريش الظواهر، لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (الأئمة من قريش) (3) واقع على