وقال: ووقع عصفور على حرف السفينة فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر لموسى: ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره، وذكر تمام الحديث.
* * * وقال البخاري (2): حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشام بن يوسف:
أن ابن جريج أخبرهم، قال أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، يزيد أحدهما على صاحبه، وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد ابن جبير قال: إنا لعند ابن عباس في بيته إذ قال سلوني، فقلت: أي أبا عباس - جعلني الله فداك - بالكوفة رجل قاص يقال له نوف، يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل. أما عمرو فقال لي: قال: قد كذب عدو الله.
وأما يعلى فقال لي: قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: موسى رسول الله [قال] (1) ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون، ورقت القلوب ولى، فأدركه رجل فقال: أي رسول الله!
هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال لا. فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله، قيل بلى. قال أي رب فأين؟ قال بمجمع البحرين، قال: أي رب اجعل لي علما أعلم ذلك به. قال لي عمرو: قال حيث يفارقك الحوت، وقال لي يعلى: قال خذ نونا ميتا حيث ينفخ فيه الروح.
فأخذ حوتا فجعله في مكتل، فقال لفتاه لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت، قال ما كلفت كثيرا، فذلك قوله جل ذكره " وإذ قال موسى لفتاه " يوشع بن نون، ليست عن سعيد بن جبير، (م 10 - قصص الأنبياء 2)