معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١٠٨
وكان كثير الصدقات في السر.
قال محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل، وكان يحمل جرب الطعام بالليل على ظهره، يتصدق به على فقراء المدينة ويقول: (إن صدقة السر تطفي غضب الرب).
فلما مات رأوا بظهره آثارا، فسألوا عن ذلك.
فقيل: هذا بما كان يحمل على ظهره من الجرب إلى بيوت المساكين بالليل (1).
[بيان مكانته في الدنيا والآخرة] قال الزهري (رحمه الله): ما رأيت قرشيا أفضل منه (2).
وقال الشيخ العارف أبو منصور معمر بن أحمد بن زياد (رحمه الله) (3) في كتاب شواهد التصوف:
أول من بدأ منه آثار التصوف من أهل بيت رسول الله (ص) بعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، علي بن الحسين زين العابدين (عليهم السلام)، وكان له أحوال ومجاهدات، وعلوم وإشارات، زاره الخضر (عليه السلام) وأوصاه، وكلمه وناجاه.
روى أبو حمزة الثمالي قال: أتيت باب علي بن الحسين فقعدت حتى

(١) ترجمة الإمام السجاد من تاريخ دمشق ٥١: ٧٩، حلية الأولياء ٣: ١٣٥، ربيع الأبرار ٢:
١٤٩، التذكرة الحمدونية ١٠٩: ٢١١، صفة الصفوة ٢: ٩٦، مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٣٨، مطالب السؤول ٢: ٩١، تذكرة الخواص: ٣٢٧، نور الابصار: ١٥٤، الاتحاف: ١٣٦.
(٢) حلية الأولياء ٣: ١٤١، ترجمة علي بن الحسين من تاريخ دمشق ١٩: ٢٤، صفة الصفوة ٢:
٩٩، تهذيب التهذيب ٧: ٣٠٥، مطالب السؤول ٢: ٩٥، وفيات الأعيان ٣: ٢٦٦ / ٤٢٢، تذكرة الخواص: ٣٣١، سير أعلام النبلاء ٤: ٣٨٧.
(3) أبو منصور الأصبهاني الزاهد، شيخ الصوفية في زمانه. العبر 3: 131، مرآة الجنان 3: 33.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»