معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١٠٩
خرج، فسلمت عليه، فرد علي السلام ودعاني، ثم انتهى إلى حائط له.
فقال: (يا أبا حمزة أترى هذا الحائط؟) قلت: نعم يا بن رسول الله.
قال: (فإني اتكأت عليه يوما وأنا كئيب حزين، فإذا برجل حسن الوجه، حسن الثياب، ينظر في وجهي فقال: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا، أعلى الدنيا فهي رزق حاضر للبر والفاجر؟
فقلت: ما على هذا أحزن.
قال: فقال: أم على الآخرة، فهي وعد صادق يحكم فيها ملك عادل؟
قلت: ما على هذا أحزن، فإنه كما تقول.
قال: فما حزنك؟
قلت: أتخوف من فتنة ابن الزبير (1).
فقال: يا علي هل رأيت أحدا سأل الله عز وجل فلم يعطه؟
قلت: لا.
قال: فخاف الله فلم يكفة؟
قلت: لا.
ثم غاب عني، فقيل لي: يا علي بن الحسين هذا الخضر (عليه السلام) قد ناجاك) (2).

(1) كان عبد الله بن الزبير ممن امتنع من بيعة يزيد بن معاوية فحاصره الأخير في الكعبة ورموها بالمنجنيق، ولما مات يزيد سنة أربع وستين بايع أهل مكة والمدينة عبد الله بن الزبير بالخلافة بعد أن بقي الناس بغير خليفة أكثر من شهرين، وفي بلاد الشام تمت البيعة لعبد الملك بن مروان والذي سرعان ما قضى على ابن الزبير بواسطة الحجاج بن يوسف الذي حاصر مكة ورمى الكعبة بالمنجنيق حتى قتل ابن الزبير في الحرم، وقتل في هذه الفتة خلق كثير وظل خلق كثير عن دينهم بسبب مطامع الخلفاء ورغبتهم في السيطرة على البلاد الاسلامية، ولذلك كان الإمام السجاد (عليه السلام) يتخوف على الناس من هذه الفتنة الضالة المضلة.
(2) لم يتيسر لنا المصدر، ووردت في: ترجمة علي بن الحسين من تاريخ دمشق 9: 74، حلية الأولياء 3: 134، مختصر تاريخ دمشق 17: 238، مطالب السؤول 2: 89، نور الابصار:
157، التذكرة الحمدونية 107: 209.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»