خرج، فسلمت عليه، فرد علي السلام ودعاني، ثم انتهى إلى حائط له.
فقال: (يا أبا حمزة أترى هذا الحائط؟) قلت: نعم يا بن رسول الله.
قال: (فإني اتكأت عليه يوما وأنا كئيب حزين، فإذا برجل حسن الوجه، حسن الثياب، ينظر في وجهي فقال: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا، أعلى الدنيا فهي رزق حاضر للبر والفاجر؟
فقلت: ما على هذا أحزن.
قال: فقال: أم على الآخرة، فهي وعد صادق يحكم فيها ملك عادل؟
قلت: ما على هذا أحزن، فإنه كما تقول.
قال: فما حزنك؟
قلت: أتخوف من فتنة ابن الزبير (1).
فقال: يا علي هل رأيت أحدا سأل الله عز وجل فلم يعطه؟
قلت: لا.
قال: فخاف الله فلم يكفة؟
قلت: لا.
ثم غاب عني، فقيل لي: يا علي بن الحسين هذا الخضر (عليه السلام) قد ناجاك) (2).