معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١١٣
هذا العبد زيد بن أسلم فتجلس معه!
فقال: (إنه ينبغي للعلم أن يتبع حيث ما كان، وإنما يجلس الرجل إلى من تنفعه الرواية) (1).
وقال طاووس (رحمه الله): رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه، فتبعته حين فرغ من الصلاة فإذا هو علي بن الحسين.
فقلت: يا بن رسول الله رأيتك على حالة كذا وكذا ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف: أحدها: أنك ابن رسول الله، والثاني: شفاعة جدك، والثالثة: رحمة الله عز وجل.
فقال: (يا طاووس أما أني ابن رسول الله فلا يرفعني (2) ذلك، فقد سمعت الله يقول: * (فلا أنساب بينهم يومئذ) * (3).

(١) ترجمة علي بن الحسين من تاريخ دمشق ٢٢: ٢٩، حلية الأولياء ٣: ١٣٨، صفة الصفوة ٢:
٩٨.
اختلفت الروايات في مجالسة علي بن الحسين (رضي الله عنه).
ذكر ابن عساكر في تاريخه أن المجالس له هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
وذهب ابن سعد في طبقاته والامام المزي في تهذيبه إلى أن المجالس له أسلم.
وأما زيد بن أسلم فقد ترجمه الامام البخاري في تاريخه الكبير ٣: ٤٠١ / ١٣٣٦، وقال: بأنه منكر. وترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب ٣: ٣٩٥ وقال: وقال فيه حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر: لا أعلم به بأسا إلا أنه يفسر برأيه القرآن ويكثر منه، وذكره ابن عبد البر في مقدمة التمهيد ما يدل على أنه كان يدلس، وقال العقيلي في الضعفاء ٣: ٧٢ / ٥١٦: لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به.
والحق أن علي بن الحسين (رضي الله عنه) بعد مقتل أبيه بكربلاء ترك مجالسة القرشيين الذين كانوا يأذونه بسب أبيه وجده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كما أشار إلى ذلك ابن سعد في طبقاته، وأنه كان يجالس الفقراء والمساكين تواضعا منه.
انظر ترجمته في: تاريخ دمشق ٢٢: ٢٩، الطبقات الكبرى ٥: ٢١٩، تهذيب التهذيب ٧:
٣٠٥
، حلية الأولياء ٣: ١٣٦، صفة الصفوة ٢: ٩٦، سير أعلام النبلاء ٤: ٣٨٧، وفيات الأعيان ٣: ٢٦٩، تهذيب الكمال ٢٠: ٣٨٥.
(٢) في المصدر: يؤمنني.
(٣) المؤمنون ٢٣: 101.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 119 ... » »»