معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٩٤
لا يدخل علي أحد).
فسمعت تحية (1) فدخلت، فإذا الحسين بين يديه!
فقلت: والله يا رسول الله ما رأيته حين دخل؟
فقال: إن جبرائيل كان عندي آنفا وقال: إن أمتك ستقتله بعدك بأرض يقال لها: كبربلاء، تريد أن أريك تربته يا محمد؟
فتناول جبرائيل من ترابها فأراه النبي (ص) ودفعه إليه.
قالت أم سلمة: فاخذته فجعلته في قارورة، فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما (2).
[خروج الحسين (رضي الله عنه) ومقتله] ويروى أن الحسين (رضي الله عنه) خطب حين أزمع على الخروج فقال: (الحمد لله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله (ص)، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، شوقي وما أولعني إلى أسلافي، شوق يعقوب إلى يوسف وأخيه، ولي مصرع أنا لاقيه، كأني أنظر إلى أوصالي عبرا عفرا تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني احوافا جوفا وأكراشا سغبا (3)، لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ليوفينا أجور الصابرين، لن يشذ عن رسول الله (ص) لحمة وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز لهم وعده، من كان باذلا فينا مهجته، وموطنا على لقائنا نفسه فليرحل، فإني راحل مصبحا إن شاء الله) (4).

(١) في الدرر: نحيبه.
(٢) ترجمة الحسين بن علي من الطبقات الكبرى ٤٤: ٢٦٩، المعجم الكبير ٣: ١١٥ / ٢٨١٩، بغية الطالب ٦: ٢٥٩٨، سمط النجوم ٣: ٨٣، الصواعق المحرقة: ١٩٢.
(٣) في المصادر: أكراشا جوفا وأجربة سغبا.
(٤) اللهوف: ١٢٦، نفس المهموم: ١٦٣، نثر الدر ١: ٣٣٣، ولواعج الأشجان: ٥٧٠، والمجالس السنية ١: ٦٤ عن إحقاق الحق، كشف الغمة ٢: ٢٩، تيسير المطالب: 199.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»