معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٩٢
بلسانه ولا بيده كان أسفل من ذلك بدرجة، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده كان في أسفل درك في جهنم، ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ولم يعن علينا بيده كان فوق ذلك بدرجة، ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولا بيده دخل النار) (1).
وقال (رضي الله عنه): (من أتانا لم يعدم خصلة من أربع: آية محكمة، وقضية عادلة، وأخا مستفادا، ومجالسة العلماء) (2).
ويروى أنه كان بينه وبين أخيه الحسن رضي الله عنهما كلام، فقيل له:
ادخل على أخيك، فهو أكبر منك).
فقال: (إني سمعت جدي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أيما اثنين جرى بينهما كلام فطلب أحدهما رضى الآخر كان سابقه إلى الجنة، وأنا أكره أن أسبق أخي الأكبر).
فبلغ قوله الحسن فأتاه عاجلا (3) وروي: أن غلاما له جنى جناية توجب العقاب عليه، فأمر أن يضرب.
فقال له: يا مولاي، والكاظمين الغيظ؟
قال: (خلوا سبيله).
قال: يا مولاي، والعافين عن الناس؟
قال: (قد عفوت عنك).
قال: يا مولاي، والله يحب المحسنين؟
قال: (أنت حر لوجه الله، ولك (4) ضعف ما كنت أعطيك) (5).
وروى أنس (رضي الله عنه) قال: كنت عند الحسين بن علي (رضي الله عنه) فدخلت عليه

(١) الخصال ٢: ٦٢٩، تحف العقول: ١١٩، وسيلة المآل: ٦٠ عن إحقاق الحق.
(٢) البيان والتبيين ٢: ١٩٩، نثر الدر للآبي ١: ٣٣٦.
(٣) مقتل الحسين للخوارزمي ١: ١٥٢، وفيات الأعيان ٢: ٦٩، نثر الدر ١: ٣٣٨، نور الابصار:
١٥٢.
(٤) في الأصل زيادة: فقال.
(٥) نثر الدر ١: ٣٣٦، كشف الغمة ٢: ٣١.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»