معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٩٩
وقال ابن سعد: ما رفع حجر في الدنيا لما قتل الحسين (عليه السلام) إلا وتحته دم عبيط، ولقد مطرت السماء دما بقي أثره في الثياب [مدة] حتى تقطعت (1).
وقال السدي (رحمه الله): لما قتل الحسين (رضي الله عنه) بكت السماء وبكاؤها حمرتها (2) وقال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي: لما كان الغضبان يحمر وجهه عند الغضب يستدل بذلك على غضبه، وأنه إمارة السخط، والحق سبحانه ليس بجسم، فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين (عليه السلام) بحمرة الأفق، وذلك دليل على عظم الجناية (3).
وناحت الجن عليه فسمعوا من قولهم:
مسح الرسول جبينه * فله بريق في الخدود أبواه من عليا قريش * جده خير الجدود (4) قالت أم سلمة رضي الله عنها (جاء جبريل إلى النبي (ص) فدخل عليه الحسين فقال: إن أمتك تقتله بعدك، ثم قال: ألا أريك تربة مقتله؟
فجاء بحصيات فجعلهن رسول الله (ص) في قارورة) (5) فلما كان ليلة قتل

(١) تذكرة الخواص: ٢٧٤، الصواعق المحرقة: ٢٩٥.
(٢) انظر: تفسير الثعلبي (مخطوط): في تفسير قوله تعالى * (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) * من سورة الدخان، تذكرة الخواص: ٢٧٤، ينابيع المودة ٣: ١٠١، سمط النجوم ٣: ٧٧، الاتحاف: ٧١، الصواعق المحرقة: ٢٩٥، وأشار أبو العلاء المعري لهذا المعنى بقوله:
وعلى الأفق من دماء الشهيدين * علي ونجله شاهدان فهما في أواخر الليل فجران * وفي أولياته شفقان ثبتا في قميصه ليجئ * الحشر مستعديا إلى الرحمن (٣) التبصرة لابن الجوزي ٢: ١٥، وكذا: تذكرة الخواص: ٢٧٣، الصواعق المحرقة: ٢٩٥، الاتحاف للشبراوي: ٤٢ و ٧٢.
(٤) التبصرة ٢: ١٥، المعجم الكبير ٣: ١٣٠ / ٢٨٦٥، مقتل الحسين للخوارزمي ٢: ٩٦، تذكرة الخواص: ٢٦٩، بغية الطالب ٦: ٢٦٥١، البداية والنهاية ٨: ٢٠٠، كفاية الطالب: ٤٤٣.
(٥) ما بين القوسين أثبتناه من الدرر.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 105 ... » »»