[صلح الحسن مع معاوية] وقال النبي (ص) يوما في حقه وقد صعد به المنبر: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله تعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) (1).
فوقع ذلك كما أخبر النبي (ص).
وأصلح الله به بين أهل الشام والعراق، لأن الخلافة لما أفضت إليه سار إلى أهل الشام وسار أهل الشام إليه، فلما اجتمعوا بمكان يقال له: مسكن (2) - من ناحية الأنبار - علم الحسن أن إحدى الطائفتين لن تغلب حتى يذهب أكثر الأخرى، فتورع عن القتال، وترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله عز وجل وقال: (ما أحب أن ألي أمر أمة محمد (ص) على أن يراق في ذلك محجمة دم).
فصالح أهل الشام وترك الخلافة لمعاوية على أشياء اشترطها عليه، فقبلها منه وأعطاه إياها، وذلك في جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين (3).