معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٦٨
فقال أصحاب الحسن: يا عار المؤمنين.
فقال الحسن (رضي الله عنه): (العار خير من النار).
ولما رجع ودخل الكوفة، جاءه قوم يسلمون عليه فقالوا: السلام عليك يا مذل المؤمنين.
فقال: (إني لم أذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك) (1).
ففي هذا الحديث دليل على أن إحدى الفئتين لم تخرج عن الإسلام بما كان منها في تلك الفتنة من قول أو فعل، لأن النبي (ص) جعلهم كلهم مسلمين مع كون إحدى الطائفتين مصيبة والأخرى مخطئة، وهكذا سبيل كل متأول

(١) ذكرت المصادر التاريخية ان الذين كلموا الحسن بن علي (رضي الله عنه) بهذا الكلام هم الخوارج، وعرف ابن عبد البر المالكي في الاستيعاب المتكلم بأنه ابن عامر بن سفيان بن ياليل الخارجي.
وذكر سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ٢٠٧ جواب الحسن بن علي (رضي الله عنه) لذلك الخارجي فقال: (ويحك أيها الخارجي لا تعنفني، فإن الذي أحوجني إلى ما فعلت قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي، وأنكم لما سرتم إلى صفين كان دينكم امام دنياكم وقد أصبحتم اليوم ودنياكم امام دينكم...).
وذكر الدينوري في الأخبار الطوال: ٢١٦ جواب الحسن بن علي (رضي الله عنه) للقائل بذلة المؤمنين، قال: (لست بمذل المؤمنين ولكني معزهم، ما أردت بمصالحتي معاوية إلا أن أدفع عنكم القتل عندما رأيت من تباطؤ أصحابي عن الحرب ونكولهم عن القتال).
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 63 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»