معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٥٥
وقال (رضي الله عنه): (يا عجبا لرجل مسلم يجيؤه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا، فلو كان لا يرجو ثوابا ولا يخشى عقابا لكان ينبغي أن يسارع إلى مكارم الأخلاق).
فقال له رجل: أسمعت هذا من رسول الله (ص)؟
قال: (نعم، وما هو خير منه لما اتي بسبايا طي إلى رسول الله (ص) قامت (1) جارية فقالت: يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإني ابنة سيد قومه، وأن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي.
فقال رسول الله (ص):
هذه صفة المسلمين حقا، لو كان أبوك [مسلما] (2) لترحمت عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق) (3).
وقال (عليه السلام) في بعض خطبه:
(المدة وإن طالت قصيرة، والماضي للمقيم عبرة، والميت للحي عظة، وليس لأمس عود (4)، ولا المرء من غد على ثقة، الأول للأوسط رائد، والأوسط للآخر قائد، والكل للكل مفارق (5)، والكل بالكل لاحق) (6).
وهذه النزز (7) في الإشارة إلى بعض مناقبه وفضائله، وشريف مقاماته وأحواله، كاف ههنا، لأنا قد ذكرنا في تأليف كتاب (نظم درر السمطين في

(١) في نسخة الأصل: (قالت)، وما أثبتناه من نسخة (س) والمصدر.
(٢) في الأصل: (حيا)، وفي نسخة (س) مكانها فراغ، وما أثبتناه من المصاد وهو المناسب.
(٣) دلائل النبوة للبيهقي ٥: ٣٤١، البداية والنهاية ٥: ٦٧.
(٤) في نسخة (س) والمصادر: (عودة).
(٥) في نسخة (س): (مغادر).
(٦) شرح نهج البلاغة ١٨: ٤٤، نثر الدر للآبي 1: 283، تذكرة الخواص: 135.
(7) في نسخة (س): (وهذا القدر).
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»