معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي

فدل ذلك على أنه غيره (1).

(١) إن هذه الزيادة - اسم أبيه اسم أبي - وردت في المصنف لابن أبي شيبة ١٥: ١٩٨ / ١٩٤٩٣، المعجم الكبير للطبراني ١٠: ١٦٣ / ١٠٢١٣، مستدرك الحاكم ٤: ٤٤٢، كتاب الفتن لنعيم بن حماد ١: ٣٦٧ / ١٠٧٦ و ١٠٧٧ وفيه يقول ابن حماد: (وسمعته غير مرة لا يذكر اسم أبيه)، سنن أبي عمرو الداني: ٩٤ - ٩٥، تاريخ بغداد ١: ٣٧٠، كنز العمال ١٤: ٢٦٨ / ٣٨٦٧٨ عن ابن عساكر، والذي ورد في هذه المصادر كلها عن طريق عاصم بن أبي النجود عن عبد الله بن مسعود.
وهذه الزيادة لم يروها كبار الحفاظ المحدثين بل الثابت عنهم رواية: (واسمه اسمي) فقط ومن دون هذه الزيادة وقد صرح بذلك كثير من العلماء الذين تتبعوا طرق عاصم بن أبي النجود الذي ينتهي إلى ابن مسعود، بينما المروي عن ابن مسعود نفسه كما في مسند أحمد وفي عدة مواضع (واسمه اسمي) فقط راجع مسند أحمد ١: ٣٧٦ و ٣٧٧ و ٤٣٠ و ٤٤٨.
وكذا الحال عند الترمذي فقد روى الحديث من دون هذه العبارة مشيرا إلى أن المروي عن علي وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة، وأبي هريرة هو بلفظ (واسمه اسمي) وقال بعده: حديث حسن صحيح. انظر: سنن الترمذي ٥: ٥٠٥ / ٢٢٣٠ - ٢٢٣١.
وأخرج الطبراني في معجمه الكبير الحديث بلفظ (اسمه اسمي) عن ابن مسعود نفسه من طرق أخرى كثيرة. راجع الأحاديث رقم: ١٠٢١٤ و ١٠٢١٥ و ١٠٢١٧ و ١٠٢١٨ و ١٠٢١٩ و ١٠٢٢٠ و ١٠٢٢١ و ١٠٢٢٣ و ١٠٢٢٥ و ١٠٢٢٦ و ١٠٢٢٧ و ١٠٢٢٩ و ١٠٢٣٠.
وكذا الحاكم في مستدركه أخرج الحديث عن ابن مسعود بلفظ (يواطئ اسمه اسمي) فقط، ثم قال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) مستدرك الحاكم ٤: ٤٤٢.
وتابعه على ذلك الذهبي.
وكذا البغوي في مصابيح السنة يروي الحديث عن ابن مسعود من دون هذه الزيادة مع التصريح بحسن الحديث. مصابيح السنة ٤٩٢ / ح ٤٢١٠.
وقد صرح المقدسي الشافعي بأن تلك الزيادة لم يروها أئمة الحديث، فقال - بعد أن أورد الحديث عن ابن مسعود بدون هذه الزيادة -: (أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمرو الداني، كلهم هكذا) انظر: عقد الدرر: ٥١ - ٥٦ / باب ٢.
وذكر هذه الزيادة نعيم بن حماد في كتاب الفتن ١: ٣٦٨ / ١٠٨٠، وفي طريقها رشدين بن سعد المهري، وهو رشدين بن أبي رشدين المتفق على ضعفه بين أرباب علم الرجال من أهل السنة. فعن أحمد بن حنبل: أنه ليس يبالي عمن روى، وقال حرب بن إسماعيل: (سألت أحمد بن حنبل عنه، فضعفه) وعن يحيى بن معين: لا يكتب حديثه. وعن أبي زرعة: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الجوزناني: عنده معاضيل ومناكير كثيرة، وقال النسائي: متروك الحديث ولا يكتب حديثه. تهذيب التهذيب ٣: ٣٤٠، تهذيب الكمال ٩:
١٩١ / 1911.

(١٨٧)