معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١٨٦
في نسبه، والله أعلم.
وقالوا: إن محمد بن الحسن هو المهدي المنتظر الذي ذكره سيد البشر، وبسط سماط ذكره، ونشر وأخبر أنه يخرج من ذريته رجل يوافق اسمه اسمه، فيبايع بمكة بين الركن والحجر، واسم أبيه اسم أبيه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ولابد من وقوع ما هو مسطر، فيا سعد من أدركه ووالاه وساعده ونصره ونازع من عاده وحاد عنه وجحد وكفر.
ويزعمون: أنه حي باق مدة بقاء التكليف على الخلق إلى أن يظهر متى شاء الله، ووقت ظهوره حيا بإذن الله، ووقت وفاته لا يعلم الغيب إلا الله، وموضع سره من أرض الله حيث يعلمه الله.
فأحالوا العلم في ذلك كله إلى الله (1).
وأما الجمهور غير الإمامية فيروون أن المهدي سيخرج كما اخبر به النبي (ص) بلا شك فيه، وأنه غير محمد بن الحسن، لأن النبي (ص) قد أخبر أن اسمه يواطئ اسمه واسم أبيه يواطئ اسم أبي النبي (ص)، ومحمد بن الحسن وإن كان يواطئ اسمه اسم النبي (ص) لكن لا يوافق اسم أبيه اسم أبي النبي (ص)، ولو كان هو المهدي لأخبر النبي (ص) عنه ونص عليه وعينه،

(1) إن مسألة بقاء بعض الأشخاص أحياء مدة التكليف كالخضر وعيسى ومن يعلمهم الله باتت من الأمور المسلم بها، فلا مانع من بقاء المهدي كذلك، وقد صرحت روايات وأحاديث كثيرة تدل على ذلك.
وذكر الشيخ شهاب الدين الدولة ابادي في كتابه هداية السعداء أسماء الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، وذكر أحاديث في الإمام المهدي ابن العسكري وذكر فيه أنه غائب عن الابصار وله عمر طويل كما عمر مثله من المؤمنين عيسى والياس والخضر ومن الكافرين الدجال والشيطان والسامري.
وقال الذهبي في دول الاسلام 1: 122، طبع حيدر آباد: ان الإمام المهدي من أولاد الإمام الحسن العسكري وهو باق إلى أن يأذن الله له بالخروج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. وفيه دلالة واضحة على غيبته.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»