معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ١١٦
عبدته)، الخبر (1).
وروي أنه كان يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي، وتقبح في خفيات العيون سريرتي، اللهم كما أسأت فأحسنت إلي، فان عدت فعد علي، إنك أنت الحليم الغفور) (2).
روي أن هشام بن عبد الملك حج قبل أن يستخلف فدخل الطواف، وكان لا يصل إلى تقبيل الحجر الأسود إلا بعد جهد جهيد وعنن الناس، فدخل علي بن الحسين زين العابدين الطواف، فلما قرب من الحجر الأسود انفرج الناس له حتى قبله وهشام ينظر.
فقال هشام للفرزدق بن غالب: يا أبا الرسم من هذا؟
فقال: هذا علي بن الحسين، ثم أنشأ الفرزدق يقول:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم فليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم لديه حين يستلم إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم ما قال: لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد كانت لاؤه نعم

(١) المنتظم لابن الجوزي ٦: ٣٢٩.
(٢) العقد الفريد ٣: ١٧٤، حلية الأولياء ٣: ١٣٤، صفة الصفوة ٢: ٩٤، ترجمة علي بن الحسين من تاريخ دمشق ١١١: ١٤١، مطالب السؤول ٢: ٨٧، تذكرة الخواص: ٣٢٦، سير أعلام النبلاء ٤: ٣٩٦.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 119 121 122 123 ... » »»