الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٩١
أحب إليكم من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لكم إلى جنان ربهم (١)، فإن من فعل ذلك كان من خاصة الله (٢).
وقال (عليه السلام): من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، وصديق الجاهل في تعب، وأفضل المال ما وقى به العرض، وأفضل العقل معرفة الانسان نفسه، والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقه (٣).
وقال (عليه السلام): الغوغاء قتلة الأنبياء، والعامة اسم مشتق من العمى، ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال: * (بل هم أضل سبيلا) * ﴿٤﴾ (5) وقال (عليه السلام): صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله (6) وقال (عليه السلام): يا أبا هاشم العقل حباء من الله عز وجل، والأدب كلفة، فمن تكلف الأدب قدر عليه، ومن تكلف العقل لم يزده بذلك إلا جهلا (7).
وقال مقاتل بن مقاتل: كنت بخراسان فورد على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) كتاب من المأمون يسأله أن يكتب إليه بخطبة ليصلي بالناس فكتب إليه أبو الحسن (عليه السلام):
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي لامن شئ كان، ولا على صنع شئ استعان، ولا من شئ خلق ما كون منه الأشياء، بل قال له كن فكان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الجليل عن منابذة الأنداد، ومكايدة الأضداد، واتخاذ الصواحب والأولاد. وأشهد أن محمدا عبده المصطفى، وأمينه المجتبى، أرسله بالقرآن المفصل، ووحيه الموصل، وفرقانه المحصل، فبشر بثوابه وحذر من عقابه (صلى الله عليه وآله).

(١) في نسخة البحار: التي هي معبر لهم إلى جنات ربهم.
(٢) و ٤) بحار الأنوار: ج ٧٨ ص ٣٥٥ ب ٢٦ ذيل ح ٩ نقلا عن هذا الكتاب " الدر النظيم ".
(٤) و ٢) بحار الأنوار: ج ٧٨ ص ٣٥٥ ب ٢٦ ذيل ح ٩ نقلا عن هذا الكتاب.
(٥) الفرقان: ٤٤.
(٧) تحف العقول: ص 448.
(٦٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 686 687 688 689 690 691 692 693 694 695 696 ... » »»