الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٨٠
البدر وقامت الخطباء والشعراء وجعلوا يذكرون فضل الرضا (عليه السلام) وما كان من المأمون في أمره.
ثم دعا أبو عباد بالعباس بن المأمون فوثب ندبا من أبيه فقبل يده وأمره بالجلوس، ثم نودي محمد بن جعفر فقام فمشى حتى قرب من المأمون فوقف ولم يقبل يده، فقيل له: امض فخذ جائزتك. ثم جعل أبو عباد يدعو بعلوي وعباسي فيقبضان جوائزهما حتى نفدت الأموال.
ثم قال المأمون للرضا (عليه السلام): اخطب الناس وتكلم فيهم، فحمد الله وأثنى عليه وقال: " إن لنا حقا عليكم برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكم علينا حق به، فإذا أنتم أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم ". ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المسجد.
وأمر المأمون فضرب اسم الرضا على الدراهم، وخطب له في كل بلدة بولاية العهد.
فقال من سمع عبد الحميد بن سعيد يخطب في تلك السنة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمدينة فقال في الدعاء له: ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام):
ستة آباؤهم ما هم * أفضل من يشرب صوب الغمام (1).
قال: وكتب الحسين بن سهل إلى أخيه الفضل بن سهل: إني نظرت في تحويل السنة فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا وكذا في يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار، وأرى أن تدخل أنت وأمير المؤمنين والرضا الحمام في هذا اليوم وتحتجم فيه وتصب على بدنك الدم ليزول عنه نحسه.
فكتب ذو الرئاستين إلى المأمون بذلك وسأله أن يسأل أبا الحسن (عليه السلام) ذلك، وكتب المأمون إلى أبي الحسن يسأله فيه، فأجابه أبو الحسن (عليه السلام): لست بداخل الحمام غدا، فأعاد عليه الرقعة مرتين، فكتب إليه أبو الحسن (عليه السلام):

(1) الإرشاد: ص 310 - 312.
(٦٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 674 675 677 678 679 680 681 682 683 684 685 ... » »»