الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٨٦
يضرنا كيدهم شيئا حتى يبلغ الكتاب أجله (1).
ومنها: إن المأمون قال له يوما: إن آباءك كان عندهم علم بما كان ويكون إلى يوم القيامة وأنت وصيهم، وهذه الزاهرة حظتني (2) لا اقدم عليها أحدا من جواري وقد حملت غير مرة وهي تسقط، وهي حبلى.
فأطرق ساعة ثم قال: لا تخف من اسقاطها فإنها تستسلم وتلد لك غلاما أشبه الناس بأمه، وقد زاد الله في خلقه مرتبتين، في يده اليمنى خنصر زائدة ليست بالمدلاة، وفي رجله اليمنى خنصر زائدة ليست بالمدلاة. فولدت غلاما، وعاش الولد وكان كذلك (3).
وقال وكيع: رأيت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في آخر أيامه فقلت: يا بن رسول الله أريد أن أحدث عنك بمعجزة فأرنيها. فرأيته أخرج لنا ماء من صخرة وسقانا وشرب (4).
وقال عمارة بن زيد: صحبت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إلى مكة ومعي غلام لي فاعتل في الطريق، فاشتهى عنبا ونحن في مفازة، فوجه إلي الرضا (عليه السلام) فقال:
إن غلامك قد اشتهى العنب فانظروا، وإذا أنا بكرم لم أر أحسن منه وأشجار الرمان، فقطعت عنبا ورمانا وأتيت به الغلام فأكل، وتزودنا إلى مكة ورجعنا منه إلى بغداد. فحدثت الليث بن سعيد وإبراهيم بن سعيد الجوهري فأتيا الرضا (عليه السلام) فأخبراه، فقال لهما: وما هي ببعيد منكما، هاهو ذا، فإذا هما ببستان فيه من كل نوع، فأكلنا وادخرنا (5).
وقال الحسن بن علي الوشاء: وجه إلي أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) ونحن بخراسان ذات يوم بعد صلاة العصر، فلما دخلت إليه قال لي: يا حسن توفي

(1) عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 214 - 216 ب 47 ح 22.
(2) حظيت المرأة عند زوجها: دنت من قلبه.
(3) عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 223 - 224 ب 47 ح 44.
(4) دلائل الإمامة: ص 186.
(5) دلائل الإمامة: ص 187.
(٦٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 681 682 683 684 685 686 687 688 689 690 691 ... » »»